قهقهة....هيثم الأمين/ تونس

 قهقهة

ـــــــ

مازلت نفس الرّجل العاديّ جدّا؛

أكره أبي و أحبّ أمّي

و أكره أمّي و أحبّ أبي

و قد يحدث أن أكرههما معا

و أحبّني

و لكن، في الغالب، أكره ثلاثتنا !

مازلت نفس الرّجل العاديّ جدّا؛

أكتب ما يشبه الشّعر

و لكنّه، حتما، ليس شعرا !

أكتب كثيرا عن الحانات و عن النّساء

و أنا

ما دخلت، قطّ، حانة

و كلّ نسائي يقمن في آخر المسافة

و أنا رجل أعرج ينتعل مزاجا ضيّقا

و أكتب عن الأرصفة و عن الشّوارع

ووحدي، أنا، الرّصيف...

مازلت نفس الرّجل العاديّ جدّا؛

أكره الكتب و المثقّفين

و السّياسيّين

و الزّناة و الملحدين

و المتديّنين... و ما يسمى: "الوطن"

و أغلق كلّ وجهي

حتّى لا أرى المشهد كاملا !

مازلت رجلا عاديّا جدّا؛

يأكل من جيب أبيه،

ينام في بيت أبيه،

يدخّن كثير جدّا

و يبني، لحبيبته، خيالا شاسعا

ثمّ، في آخر الليل، يتدلّى

من سقف حزنه 

و يقهقه !

رجل عاديّ جدّا؛

يقهقه كثيرا جدّا 

لأنّه لا يبكي بطريقة عاديّة جدّا

و لا يعرف كيف يكتب الشّعر

و كلّما أراد أن يقول "أحبّك" لحبيبته، 

التي تقطن في آخر المسافة،

نما، للسانه، حزنان

و قهقه...



قهقهة....هيثم الأمين/ تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 04 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.