العائد من الموت ...أحمد الفلاحي /اليمن

 العائد من الموت

يفتش في الدخان 

عن وجهه المنسي

ونهد حبيبة خانتها الابتسامته

يفتش عن مئذنة وشجرة العليق

يتربص بالضوء

ويغفو على احجية الوجود

العائد لم يبكِ بعد

الدموع تركها خلف الجدار

وأسراب أمانيه 

تلهث في التابوت

العائد

ينشط في الأنين

ويهرع من القبلات

العائد من الموت

لم يزر الفيسبوك بعد

ولا امسك بهاتفه الذي صادره أحد اقاربه الاحياء

العائد

لم يفكر بعد

 بمراسلة حبيبته الالكترونيه

والتي لم تقرأ خبر نعيه 

يفكر الان 

كيف أن الموت أسرج في روحه

وأشعل البرودة في جسده

العائد

يفكر بالعودة

الى ما قبل العودة

***************

العائد من الموت

ولليوم الثاني 

عيناه جمرتان ويداه  باكيتان

الكبريت الذي تقدح به أسنانه

لم يكن من القبر

كان ينزه من رئتيه

ومازال يعاتب التيه

يرمق المارة بصقر قلبه

ويخون العائلة بالمداد

العائد من الموت

لا يكترث لأحد 

الا لجفنيه

وغمازتين

وعربة الموت

***************

العائد من الموت

تاركا خلفه رزنامة سوداء 

وبياض السؤالات

يرتدي خريفا

وينفث بالريح

لم يكن ليبقى هناك وحيدا

تزاحمه الأوجاع

ووحشة الذكرى.

العائد بكف مغمضة

وبقصب السبق

يربت على كتف المسرات

يأتي إلى فانوس 

فاغرا روحه 

ويُخفي غراباً  بين عينيه،

لم تعبر ضحتكه من ساقية المدينة

بل  يهرش فكرة البقاء 

بأظافر حزنه.

العائد من الموت

يبتسم 

ويذهب

ليكتحل بالموت.



العائد من الموت ...أحمد الفلاحي /اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 30 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.