الجرائد لا تكتب عنّا الحقيقة..هنادي وزير / فلسطين
الجرائد لا تكتب عنّا الحقيقة
هي فقط تعرض خيباتنا على المارة
فيتعاطفون معها أو يتجاهلونها بقلب يثقله العوز والأيام..
الحرائق التي بداخلنا كانت نتاج الوهم والاندفاع،وأخطاء آبائنا باختيار أُمّهاتِنا
أُمّي لم تقصْ عليَّ قصص الأطفال لأنّي لم أكنْ طفلةً عاديّةً
لكنها علمتني كيف أسبُّ الحنينَ لنهدِها وأكرهُ براءتي
كنتُ أُنثى في الثامنةِ أضع الحمرةَ على شفتيّ وأتباهى بنهديّ المُدوَّرين كأجاصتين صغيرتين
ألعقُ المثلجات بلسانٍ بريئة/بعينين عاهرتين
كانت الحُريّة تتمثل بعدم شنقي لشعري وتركه للرياح
وكم حملتني الرياح وأنا أسيرُ في الطريقِ دون قيود
التوأم اللذان أحبّاني كتبا قِصَّتي بماءٍ وسرابٍ
كانا ماكرين جدًّا ولم يُفكّرا بعواقب أن تَسْقُطَ فتاةٌ في السادسةِ عشرة من فوق قوسِ قُزَح
اتّفقا على أن أكون أول دمية يختبران معها الغرق
وقسّما الأدوار بينهما فاختار أحدهما أن يكون شيطانًا واكتفى الآخرُ بدورِ مَلاكٍ يُراقبُ من بعيد،وكنت أنا الأفعوانيّةُ التي دوختهما وأغوتهما بأضوائها.
كنتُ الوتدَ الذي اخترقَ قلبَ أحدِهما،وكان الآخر "بلياتشو" يضع المساحيق الملونة ويرتدي الأقنعةَ،يُموِّهُ حقيقتَهُ كحرباءٍ ويبكي أمامي ك "لبوءةٍ" فكُلّما ابتعدتُ أشفقتُ عليه وعدتُ.
(نوستالچيا) مُربكةٌ تدعوني للضحكِ أحياناً،وأحيانًا للبُكاءِ!
مَمْسُوسَةٌ بالماضي وكثيرًا ما يُخيفني صراخُ أيامِهِ وسُعارُ جرائمِهِ
أختبئُ في عُشبِ أحلامي وأسدلُ قلبي على عَتْمَةِ الماضي وأنامُ
#Hanady_Alwazeer
ليست هناك تعليقات: