سفر للرؤيا...أفين حمو / سوريا
سفر للرؤيا
___________
كانت أمي تقول دائما
إن كل جزء من أجزاء أجسادنا لغة خاصة بها
وعلى الإنسان ألا يحاول البقاء في نطاقها
من الإيمان تركها تعيش بسلام
الرجل الذي أحببته أول مرة
كان يكبرني بعشر سنوات دائما يردد على مسامعي أن أصابع يدي رفيعة بعظام طرية
وما أن يلمسها حتى يسري في جسده الأمان
لم يضغط على أصابعي أبدا خوفا من فقدانها
الرجل الثاني
الذي أحببته كان يصغرني بخمس سنوات
ما أن يلمس يدي حتى يبدأ بالضحك
ظن دوما أن ليدي صوتا وتهدده
الرجل الأخير
الذي أحببته التقيته في المقهى
كان يقرصني البرد
ظننت في ذلك اليوم
أنني أحمل جسد امرأة أخرى
كان جالسا على نفس طاولتي
بعينين فاقدتي اللون يتحرى الأفق
نظرته نصف شاردة والنصف الآخر متفحصٌ أحسست بالاندهاش أحسست بداخله
بنوع من القلق الشارد اتساع غريب لقلب متعطش للبعد
بسفر للرؤيا
نظرت لأصابع يده الرفيعة هي نفس أصابعي
اقتربت أصبعي من أصبعه أحسست بارتعاش
ثمة قلب نابض في الداخل ثمة صوت
ينادي بحماس تشابكت الأصابع
تبدو سعيدة
مع أنها كانت قبل قليل تدعي الهم
اسمعهما كيف تضحكان تحليقات خارج كتلة الأرض
في ذلك اليوم بالذات عثرت على شي مفقود
افين
ليست هناك تعليقات: