لهذا لا أواعد النّساء .....بقلم هيثم الأمين / تونس
لا يمكنني أن أواعد امرأة
في مقهى
ليس لأنّي لا أملك ثمن العصير الذي ستشربه
رغم أنّي لا أملك ثمنه
و لكن
لأنّ سلس البول الذي أعاني منه
سيفسد عطرها
و سيشي لها بأنّي أترنّحُ على حافّة لوحة الحياة
و أنّ لوني
ليس غامضا كما تظن
و لكنّه لون باهت كآخر العمر.
لا أرغب في أن تأكل خطواتي نفس الطريق مع خطوات امرأة
ليس، فقط، لأنّي رجل خجول جدا
و لأنّ عطرها سينفذ عير مسامات جلدي إلى داخلي
فيجعلني أقلق من أن تراودني فكرة أن أحكّ شفتيّ على خدّها
و لكن، أيضا،
لأنّي أعاني من اضطرابات في القولون
و المشي سيهيّجه أكثر
و لن يكون جميلا، أبدا، أن تهبني عطرها
فأهديها الكثير من الشتائم التي سيتفوّه بها قولوني.
أنا لا أحبّ أن أواعد امرأة
في مدينة ألعاب
أو في ساحة عامّة شاسعة جدا
و لا في محطّة للقطارات
أو في سوق لبيع الملابس المستعملة
فأنا أخشى أن تراني من بعيد
فتلوّح لي بكلتي يديها
و أنا
رجل بالكاد يستطيع قراءة وجه يجالسه نفس الطاولة
فتظن
أنّي أهملتها
أو أنّي أنتظر امرأة أخرى
فيصيبها رصاص الحزن
و أنا أكرهني جدا
كلّما جعلت امرأة أحبّها
حزينة...
لهذا لا أواعد النّساء .....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
12 ديسمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: