أريد أن أتخّلص من نزواتي. و نصوص أخرى للشاعر الموريتاني : ابراهيم مالك
أريد أن أتخّلص من نزواتي
كما تخلّص شُوبنهاور من رغبته
يقول و كأنّه يُقلّد إله الحكمة:
*إذا لم أجد شيئا يُقلقني ، فهذا بحدّ ذاته يقلقني".
الحكاية ليست في القلق،
فالنّاس سيمضون حتما نحو حتفهم
و هذه ليست النّهاية
بل أحجيةٌ من نوعٍ ٱخر
بِوسع الرّجل أن يقول أحبّك لكلّ نساء العالم،
إنّه في كلّ مرّة يُريد أن يُرى و يُسمع صوته
أرى رجالا في الغابة
و رجالا في المدينة،
كما أرى نساءً في الغابة
و نساءً في المدينة
القاسمُ المُشترك بينهما
أنّ كلا منهم عبدٌ لرغباته.
لا يُمكنك أن تُعدّ بشرا قبل أن تُخبرنا عن نزواتك،
عَددُ أخطائك سيُعادل عَددَ انتصاراتك القادمة.
لا يوجد شيءٌ إسمه "الخلاص"
منذُ الأزل و الإنسان يُعيد و يكرّر المشاهد و المعارك و السّذاجة ذاتها.
الحياة نفسُها أحجيةٌ تتعدّد تأويلاتُه
---------،،------
ربّما يُعاني هذا العالم إزدواجيةً في المعايير و تناقضا فجّا لا حدود له.
"كلّ ما يتمّ تداوله بكثرة، يتم تمييعه بطريقةٍ لا تطاق"
كلمة "جميلة" مثلا حين تقولها لكل امرأةٍ تمرّ بك في الشّارع، ستفقد معناها دون شك!
أغلبُ الرّجال الذين هنّؤوا المرأة اليوم ، هم نفسهم الأوغاد الذين تعجّ بهم الشّوارع و المقاهي، يجلسون و هم يضعون نظاراتهم الرديئة فوق كُتبهم، ثم يترصّدون مرور كل امرأة حتى يملؤون غريزتهم الوقحة!
أحيانا أيضا تَعلقُ عَينا أحدهم على مؤخّرة امرأة بائسة.
ليس هنالك حقا ما يدعو للإحتفال،
إلا حين تأخذ كل امرأة بزمام أمورها، محلّقة بانتصاراتها الكبيرة التي حقّقتها لوحدها، ببُكائها الليلي الطويل الذي لم يشعر به أحد، و بخيباتها المتكرّرة التي تجعلها دائما تتوارى عن الأنظار.
و بأظافرها التي يمكن أن تشق بها عيني كلّ رجل بغيض
"المرأة النّمرة: هذا تعبير ملائم يتطلبه هذا العصر"
لا أعترف بتهاني الرجال في هذا اليوم ولا بتعاطفهم الممزوج بالكذب، و الخداع..
فلو أخذنا كل هذه التّهاني و الشّهادات بعين الاعتبار لن نرى جريمة تعنيف أو تحرش أو اغتصاب، أو استغلال، طيلة أعوام.
أنا هنا أحاول أن أضع النّقاط على الحروف فقط،
و أنتنّ يمكنكن أن تضعن علامات التّرقيم الملائمة لَكنّ.
-------------------------------------
"أنا هو ٱخر"
*ٱرثر رامبو/
لنفترض جدلا أنّ مُراهقا يكتب الشّعر و يؤسّس لمدرسة حداثية، سريالية و روحية..
و فجأةً بعد خمسة أعوام من هذا العطاء يتوقّف و يصمت و يعادي كل من يَنسب إليه ماضيه الشعري.
-هذا ما حدث تماما مع ٱرثر رامبو/ أو طفل شكسبير كما يطلق عليه فيكتور هيغو-
ألا يعني ذلك نوعا ما بأن الشّعر حالة عابرة و غير مُستمرة بالمرة.
فوِفقا لتجربة رامبو فقد عبّر عن مأساته و مُعاناته قبل أن يبلغ العشرين، أمّا ما بعد ذلك فهو ربما لم يعد بحاجة إلى كتابة الشّعر!
خصوصا بعد أن خرج من سِجن والدته، و قصّته العاطفية مع "پول فرلين"، ليتّجه إلى المنفى، تجارة السّلاح، تجارة البُن، و الهيام في العالم.
لماذا صَمتتَ يا رامبو؟!
---------------------------
تُرهقُني أشياءٌ كثيرةٌ لا حَصر لها
الصّمتُ/الصّراخُ
الحُب/الأرق/الحياة
و
هذه الأبديةُ المُستمرّة
كما تُرهقني كلّ الجميلات
اللائي يَعبرنني يوميا في الشّارع
دون أن يَلتفتن
يُلاحقني حلمٌ طويلٌ لا حُدود له،
حُلمي بأن أضمّ يَدي
و أُمسكَ بيد العالم
مدينة انواكشوط
أيضا بكلّ هذا البُؤس ترهقني،
و أنا عائدٌ الواحدةَ صباحا
إلى السّرير
ثمّ أصطدمُ بامرأةٍ مُشرّدة
//
بِقُبلةٍ وحيدةٍ
أو قُبلتين،
يُمكنك أن تُخمدَ ثَورة إمرأة،
لكن ماذا لو اتّحدَ كلّ نساء العالم،
و أصبحنَ ثائراتٌ؟!.
------------------
لا داعيّ للقلق،
كلانا نقفُ بنفس الطّريق
ولا ينقصُنا سِوى خطوة..
أنتِ تقفين مذعورةً قبل أن تتسلّقي قلبي العالي،
و أنا من زاويةٍ أُخرى أقف بعيدا
مثل نَمرٍ برّي يُفكّر بالطّريقةِ المُلائمة للقبض على فريسته.
و لربّما في نهاية الطّريق يحنّ قلبينا و يلتقيان.
- ---------------
........مقاطع/
اجتازتني هذه الحياة بمراحل.
لا أتوقّفُ،
دائما كانت هناك كلماتٌ تشغلني..
"لا يتوقّفُ الوقتُ عن اهداري..
يبدو لي هذا العالم مائلا بشكلٍ ما،
و كأنّه على حافّةِ الإنهيار..
أتساقط كلّ يوم من هذا العالم،
لوحدي.
لاشيء،
كلّ هذا العالم
مجرّد مُتتاليات،
تكرّر بعضها،
و تُناقض بعضها،
ثمّ ماذا؟!
لاشيء يستحق،
لاشيء يتغيّر،
كل شيءٍ يمضي،
نحو العدم.
//
في مزاج جيد
يجعلني أقرأ الشّعر
أو أستمع إلى مقاطع موسيقية
على ساوند كلاود،
أو أنام الٱن الساعة 00:00
بعد أن أقول لكِ أحبك.
في لقاءٍ ما
كنتُ أترك كلّ شيءٍ خلفَ الباب
ألمي و حُزني،
قبل أن أرمي ما تبقّى منّي بحُضنك.
أحبّك
و انت تتسكّعين في الشّوارع
رفقةَ أطفال الحي،
و حين أمرّ بكِ فجأةً
تتظاهرين بالإغماء.
أحتفظ بذكرياتي معك،
كما لو أنّ الحياة ستدبّ فيها من جديد.
ما فائدة الكلمات التي أكتب،
ما دامت غير قادرة على أن تطالك!
أحبّ قلبك العالي
الذي أموتُ مرارا،
و دائما..
قبل أن أصله.
//
اندلعت قبل قليل نيران غيايك.
/
لا أعرفُ عن الطّريق القادمة، لكنّني أعرف كيف سأعبرها..
أنتهي دائما من حيثُ أبدأ....
ليست هناك تعليقات: