"الطريق التي لم تُسلك" - روبرت فروست ترجمة عن الإنجليزية د. يوسف حنا

 "الطريق التي لم تُسلك" - روبرت فروست 

ترجمتي عن الإنجليزية

.

تباينت طريقان في الغابة الصفراء، 


أأسف لعدم مقدرتي أن أسلكَ كلتيهما 


وقفتُ طويلاً، وكوني مسافرًا واحدًا 


وأمعنت نظري بقدر المستطاع 


إلى أَن اعوجَّت وتوارت عند الشجيرات؛ 

  .


ثم سلكتُ الأخرى، من باب الإنصاف، 


ربما كانت الحجّة أفضل، 


لأنها مخضرَّة تكسوها الأعشاب؛ 


رغم أن الأخرى الممتدّة هناك 


مكسوّة بشكل مشابه تقريبًا، 


 .

وفي ذلك الصباح، كلتاهما كانتا مكسوتين  


بأوراق الشجر التي لم يدُسها أحد ولم تسودّ. 


آه، لقد احتفظت بالأولى ليوم آخر! 


ما زلت أجهل كيف تقودني الطريق وإلى أين، 


وأشك إن كنت سأعود منها يوماً. 


  .

في مكان ما وبعد أجيالٍ من الآن: 


سأروي حكايتي هذه وأتنهدُ بحسرة 


تباعدت طريقان وافترقتا في الغابة، وأنا - 


أخترت الطريق التي سلكها أقلاء، 


وهي التي أحدثت كلَّ الاختلاف. 

.

قراءة تحليلية:

.

"الطريق التي لم تُسلك" كتبها الشاعر روبرت فروست في عام 1915 في إنجلترا، وهي واحدة من قصائده الأكثر شهرة في العالم، فإن المتكلم في القصيدة يواجه الاختيار بين طريقين، حيث يسلك الطريق “طريق النجاح” وهو قرار يُفترض أنه “أحدث كل الاختلاف”؛ أي أن القصيدة تدور حول قيام المتحدث باختيار بسيط ولكنه مؤثر في حياته. 

 .

  هي قصيدة غامضة تسمح للقارئ بالتفكير في الخيارات في الحياة، سواء كان يتماشى مع الاتجاه السائد أم يسير بمفرده. إذا كانت الحياة رحلة، فإن هذه القصيدة تسلط الضوء على تلك الأوقات في الحياة التي يجب فيها اتخاذ قرار. أي طريق ستسلك؟ وأيها تختار؟ 

.

ينبع الغموض من مسألة الإرادة الحرّة مقابل الحتميّة، سواءَ قرر المتحدث في القصيدة بوعي أن يسلكَ الطريقَ بعيدًا عن المسار المطروق أو أن يفعل ذلك فقط لأنه لا يتخيل الطريق مع الالتواءات فيها. ولذلك فإن العوامل الخارجية هي التي تتخذ القرار بدلاً عنه. 

.

كتب روبرت فروست هذه القصيدة لتسليط الضوء على سمة صديقه إدوارد توماس، الشاعر الإنجليزي الويلزي، والسخرية منه، الذي خرج للمشي مع فروست في إنجلتر وغالبًا ما يندم على عدم اتخاذه لمسار مختلف. كان توماس يتنهد حيال ما قد يريانه ويفعلانه، ويعتقد فروست أن هذا رومانسي غريب ومُلتبِس. 

.

بعبارة أخرى، إن صديق فروست ندم على عدم السير في الطريق الذي كان من الممكن أن يقدم له أفضل الفرص، على الرغم من كونه مجهولاً.                   كان فروست يحب أن يشاكسه ويضايقه ويثيره. كان يقول لتوماس: "بغض النظر عن الطريق الذي تسلكه، سوف تتنهد دائمًا وتتمنى لو سلكت طريقًا آخر." لذلك من المفارقات أن فروست كان يعني أن تكون القصيدة فاترة إلى حد ما، لكن اتضح أنها شيء آخر تمامًا، فقد أخذها الناس على محمل الجد. 

.

إنها السمة المميزة للشاعر الحقيقي أن يأخذ مثل هذه الحقائق والأحداث اليومية، في هذه الحالة، تنهدات صديق في نزهة ريفية، وتحويلها إلى شيء أكثر من ذلك بكثير. 

.

يدور موضوع "الطريق التي لم تُسلك" حول ما لم يحدث: هذا الشخص، الذي واجه قرارًا واعيًا مهمًا، اختار الطريق الأقل شعبية، الطريق الأكثر تصديًا ومقاومة. كان مقدرًا له اختيار واحدة، نادمًا على عدم قدرته من سلوك كلتيهما، لذلك ضحى بإحداهما من أجل الآخرى. 

.

أخيرًا، يُترك القارئ أن يتخذ قراره بشأن الحالة العاطفية للمتحدث في النهاية. هل كان اختيار الطريق الأقل استخدامًا إيجابيًا؟ لقد أحدثت بالتأكيد "كل الاختلاف"، لكن فروست لا يوضح بالضبط ماهية هذا الاختلاف. 

.

.

يمكن العثور على جميع قصائد روبرت فروست في هذا الكتاب الاستثنائي  The Collected Poems، والذي أَستخدِمُه في جميع ترجماتي وتحليلاتي. يحتوي على كل كلاسيكيات الشاعر وأكثر من ذلك. إنها المجموعة الأكثر شمولاً المعروضة حاليًا.



"الطريق التي لم تُسلك" - روبرت فروست ترجمة عن الإنجليزية د. يوسف حنا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 01 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.