حكمة الأشجار…أحمد عثمان / سوريا
إلى صديقي الشاعر أبو خورشيد مروان خورشيد
حكمةُ الأشجارِ
كالمستجيرِ بحكمةِ الأشجارِ
كنتُ أحبُّ من طبعِ الجذورِ عِنادها
وترفَّعَ الغُصنِ الحليمِ عن الإساءةِ
كُلَّما الحطَّابُ حاولَ أن يهوَّن من جلادة صبرهِ
وأحبُّ أطباع الجذوعِ
وحرصِها كالأمهاتِ على احتضانِ البيض في الأعشاش
أو تأنيبها جرحاً يئنُّ بكاحلي
وقتَ السُّقوطِ من ارتفاعٍ شاهقٍ
و أنا أحاولُ أن ألامسَ من على الأشجارِ
وجهَ الشمسْ
لم التفتْ إلاَّ لجذعٍ كان يحملني صغيراً
كي أضمِّد جُرحهُ بشرائطٍ خضراءَ
كي ينسى ولو شيئاً قليلاً بعض آلام الكهولةِ
أو يحدِّقَ في الغيوم كأنَّه
يشكو جُحود الطَّقسْ
لم أفهم لماذا كانتِ الأشجارُ تمنحُ دونما حرجٍ
لكلِّ الطامعين بجسمها
وبرغمِ أن ضلوعها صارت بهيئة مقبض أعمى
يساندُ دونما خجلٍ
حديد الفأسْ
من حكمةِ الأشجارِ أنهلُ
لا أقولُ بأنَّ للحطابِ عُذراً
بل أقولُ لعلَّها الأشجارُ
تمنحُنا بلا ثمنٍ
لنحفظَ بعدَها عن ظهرِ جُرحٍ
من مراثيها الأخيرةِ
صُورةً أنقى
تليقُ
بتضحياتِ النفسْ
* الصورة المرفقة لأشجار الزيتون في عفرين الجريحة
التي عبث الجراد بها
ليست هناك تعليقات: