بلدة من نبيذ بقلم فاطمة الحسن الأردن


تعال نغادر الزمان والمكان
نسافر على جناح يمامة إلى تلك البلدة المسحورة
بلدة سقطت _ذات حب عاصف_ من عين السماء
تشكلت من جسد الغيم وروح الحب
بلدة لم يرتدها سوى العشاق والشعراء والمجانين
لم يؤمن بوجودها إلا من أُعتصِر قلبه كحبات عنب في فم سكونها حتى صار هواءها يُسكِر
بلدة كل ما فيها حيّ .. حيّ
الكون هنا بكل موجوداته يرقص ويغني 
الفراشات تعانق الشمس ولا تحترق
الحمام الزاجل يكتب الرسائل ويرسلها للعاشقات اللاتي ترملن
الأزهار بعضها يذهب كل يوم إلى المقبرة ويقرأ الفاتحة على الميتين، والبعض الآخر يقبل أيدي الجميلات ويهديهن الأغنيات
البيوت والمقاهي والحدائق يحتفون بعيد الحياة ويوزعون على المارة ضحكات مخبأة في علب الحلوى
الحب هنا طعمه مختلف كذلك الحب الذي كنت أعيشه في قلبك كلما عانقتني،
الكون هنا يشبه الكون الذي كنت أراه في عينيك كلما قلت لي "أحبكِ"،
الأشجار التي كنا نحفر عليها اسمينا باتت تمسك أيدينا وتسير معنا في الشوارع
الجوريات اللواتي أهديتني إياهن في يوم ميلادي كسرن الزهرية وخرجن يرقصن في كف النهر
البحر الذي كنا نتبادل القبل على شاطئه أنفجر غيظاً فهرب راكضاً ليقبل الزنابق البيضاء
النجمات اللواتي كنت تكتب على خدودهن اسمي نزلن عن كتف السماء وبتنا يلعبن فوق رؤوسنا
القمر الذي كنت تتغزل بي على مسمعه حفظ قصائدك وأصبح يغنيها 
هذه البلدة المصنوعة من النبيذ، أعتصرت عنب قلبي بما يكفي وعتقته داخل قوارير روحك، هذه البلدة كلفتني الكثير من الحب وكلفتك الكثير من الرجولة؛ لتصبح على ما هي عليه الآن.
بلدة من نبيذ بقلم فاطمة الحسن الأردن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.