الظلُّ لا يفشي بأسرارِهِ ......بقلم زكريا شيخ أحمد / سوريا




الظلُّ ينكسرُ ، يتقطعُ ، يتبعثرُ ، لكنَّهُ لا يغرقُ .
الظلُّ يتضخمُ ، يتضاءلُ ، يصولُ و يجولُ ،
يتسلقُ الجدرانَ دونَ سُلمٍ
يسقطُ لكنَّهُ يقفُ مجدداً يتسلقُ السلمَ يتسلقُ الجدرانَ
يتداخلُ معَ أغصانِ الشجرِ يعانقُ الجُذوعَ .
الظلُّ لا يختفي تماماً إلا في الفراغِ ،
ربما هو جزءٌ من الفراغِ و ربما الفراغُ جزءٌ منه
و طالما أنَّ لكلِّ شيءٍ ظل فهذا معناهُ انَّ هناكَ ظلّ للظلِّ
فأين هو ظلُّ الفراغِ ؟
و اينَ هو ظلُّ الظلِّ ؟
ما من أحدٍ يعرفُ السرَ الذي بينَ الظلِّ و الفراغِ .

اليومَ جلسْتُ معَ الظلِّ ، لم أجلسْ تحتَهُ و لا فوقَهُ
جلسْتُ معَهُ ، واجهْتُهُ رجلاً لرجلٍ ،
سألْتُهُ هل هذا العالم حقيقي أم أنه ظل لعالم آخر
و لكنه لم يخبرني أيّ شيءٍ .
ثمةَ رجلٍ عجوزٍ بلا يدينِ ظهرَ فجأةً ،
تأملني بإبتسامةٍ ممزوجةٍ بالشفقةِ و العطفِ ،
هزَّ رأسَهُ و اختفى .

تهيأَ لي أنّي سمعْتُ صوتاً يهمهمُ قائلاً : دفعْتُ كلتا يدي
لأعرفَ و لو سراً واحداً ،
لكني لم أحصلْ على شيءٍ ، لا تتعبْ نفسَكَ
فالظلُّ لا يفشي بأسرارِهِ .

الظلُّ لا يفشي بأسرارِهِ ......بقلم زكريا شيخ أحمد / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 21 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.