العلبة بقلم فوزية أوزدمير سوريا
أحبُّ ذاك الجزء الغبيّ في شخصيتي
الذي يدفعني للحبّ ، ربما للكُره دون مُقدمات .. !
لقد اكتشفت أنّ الذكاء
شكل للحلم في حالة الاستعباد
تخليتُ عن الاهتمام بالناس الأذكياء
يبدو هي أنا دونما إضافات
قديماً ، كنت أعرف القراءة في كفّ العرافات
اليوم ، عندما أقرأ أضيع
الميتافيزيقيا _ علبة لاحتواء الأشياء _
للضحك والبكاء دون أسباب
تجعلني أفكّر دوماً في ذلك التعريف للعلبة
الذي سمعته من فم طفل
لم يتجاوز السنوات
إنّها شيء لحفظ الأشياء
جزء لا يعجب أحداً
تُعايش كغراب في أرض لا ينتمي إليها مطلقاً
لحياة لا تملؤه إلّا مللاً وسأماً وسخطاً
كغبار انطلق في الهواء
مثل جرح حياة
في نَهم الصباح اللانهائيّ
تتعذب لأجل أنّك لم تكن سوى غبار
مأخوذاً في جاذبيّة المذنبات العمياء
آهٍ ، كم هو مؤلم أحياناً التنفس في ثنايا الماء .. ؟
بين أحلام شخص لم يعرف كيف يكلمني
يرى الأشياء كأشياء ،
والمباهج كحالة ترّف فكّري ..
أشعرُ بالذهول والضيق
لا أعرف كيف أفكّر ..
ماذا أُريد ..
لماذا أنا هذا أو ذاك
لا أعرف كيف أشعر .. ؟
أأنا رواية غير مكتوبة ،
والراوي فيّ ربما مات.. ؟
أنطلق في الهواء متناثرةً ،
ولم يحدث قط أنْ كنت .. !
هل أنا كالكون أحمل بداخلي أشخاصاً عدّة ..
أتحكّم بهم أو يتحكّمون بي .. ؟
ليس عندي أيّ يقين
أنّي في ذات يومٍ سأكون من الأذكياء
في الوجود الخارجي ،
الذي يصلني عبّر تلك الأحاسيس
سوف أضع رأسي في دلوٍ،
كي أريح عقلي
متعة داهية في ترنحات الروح وصداماتها
أنا أُعاني
أنساب في قاعي الخفيّ ..
وضجيج صمتي موجودٌ كلّ يوم في ساعة البلاهة
بينما أنتم تمتدحون ذكائي .. كتاباتي
أتساءل ما هو لون المشاعر ..؟
فبيني وبين العالم ضبابيّة تمنعني من رؤية الأشياء
هل من القسوة أنْ أقول هذا ..؟
وإن سألني شخصٌ ما
رغم ذلك القلق الغامض الذي يُعذبني
والذي لا أعرف ماذا أسميه ، سوى حكاية عقليّة
أو لو كانت روحي مصابة بالجدري .. !!
وما هي الروح ..؟
سأجيب بكلّ التخلي والبعثرة والهذيان
في ظلّ عالمي المصغر الغارق في التأملات :
أنها أنا .. !!!!!!!!
" أنّهم لا يفهمونّني .. أعرف ذلك تماماً "
العلبة بقلم فوزية أوزدمير سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
21 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: