تفّاحة العودة إلى الجنّة ..هيثم الأمين/ تونس
تفّاحة العودة إلى الجنّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحبّكِ
ولكنّي مازلتُ أفسّرُ لك الماء بالماء،
مازلتُ أَكتُبُكِ بنفس الأبجديّة
ومازلتُ أَتَكَلَّمُكِ بنفس اللّغة
فأقول لك: "أحبّكِ"
لتدركي أنّي أحبّكِ!
وأقول لك: "اعتني بروحي جيّدا"
علّك تفهمين أنّي أخشى عليك من كلّ شيء
حتّى من قرصة حزام "الكيلوت" الضّيق
ومن جارتكم العجوز التي تصرّ على مناداتك باسم أختك
فتزعجكِ!
أحبّكِ
ولكنّي كرجل بذيء
أشتهي أن يذوب بياضك في حرائق سمرتي الخفيفة
وأحبّ أن نكون جريئين جدّا معا
فلا نمارس الحبّ وفق "الكتالوغ" الذي وفّرته أمّك معك!
وكرجل شرقيّ جدّا
أشتهي أن تروق لك جدّا.. اللّعبة معي
فتفور آهاتك كقهوة
في جذوة غزواتي إلى سريرك!
أحبّك جدّا
ولكنّي رجل لا يملك إلّا بعض اللّغة
فلا تندهشي
وتقولين علّه نسي اسمي كما جارتنا العجوز
أو اختلطت عليه أسماء النّساء اللّواتي عرفهنْ
فأنا أخترعُ لك، في كلّ يوم، اسما جديدا أناديك به
لأؤكّد لك أنّ كلّ يوم لي معك
هو يوم جديد
وأنّ التّاريخ معك لا يتكرّر مرّتين...
أحبّك جدّا
فانسيْ أنّي شاعرٌ كما يدّعون
ولا تنتظري منّي ديوانا باسمك
أو أن أكتب، في كلّ يوم، قصيدة لأجل عينيك
فلا شيء أسهل على شاعر
من أن يصلب أنثى عارية على أسوار قصائده
ولا أسهل عليه من أن يُشهِرَ،
على الملإ،
اتّباعهُ لأنوثة امرأة وهو على ملّة أنوثة امرأة أخرى!
إنّ الحبّ
- يا تفّاحة العودة إلى الجنّة -
ميلاد النّور من رحم العتمة
وليس مخاضا لميلاد الكلمات.
ليست هناك تعليقات: