التغريبة المجهولة بقلم أسمهان حمو سوريا


التغريبة المجهولة
التي جرت
اقدامي
لاكون مشروع شجرة
لم اكن اعلم ان للاشجار
حياة اجتماعية
ماان وصلت الفكرة
حتى صار لي رفاق كثر
وانا الضيفة
اجتمعت اشجار الغابة حاملة
عصافيرها وثمارها
وقدموا لي كاس ماء
محلى بالسكر
كانت الاغصان العذراء تتراقص
وكانه. عرس
وبقربي رجل جميل
يقشر لي ثمار اللوز
ثم يعانق جذعي
وكانني انثاه
انثاه التي انجبت
اطفالا على هيئة بشر
كنت ارضع صغاري
من عصارة ثماري
ومن حليب ثمرة التين
شجرة الزيتون القريبة مني
كانت جارتي
التي تمدني بكل مااحتاج
في المواسم تجمع لي
كل مؤنتي
حتى كبر ت الغابة
وكبر المسافات
وابتعدت الاشجار عن بعضها
كنت افكر
بانها تبتعد لتمنحني شمسا كافية
لتعبر جذوري
لكنها ربما وعلى مااعتقد
انها تاثرت بما يفعله الانسان
سافرت شجرة الزيتون
والرجل الذي انجبت منه
رايته يركض
حاملا فاسه
ليحتطب اغصاني

كنت خائفة
على العاشقين اللذين يجلسان طويلا تحت ظلالي
وعلى ثماري
التي تلتقطها مناقير العصافير
وعلى الاطفال اللذين ينصبون الاراجيح
وخاصة بايام العيد
وهذا الرجل الذي يحمل فاسه
لم يعرف انه بعد اربعة ايام عيد المراة الشجرة
فاخذت قلما وعلى جذعي كتبت
هذا اليوم لي امنحني اياه
وخذ بقية الايام
وان احتطبتني
عليك ان تعلم
ان لي ذاكرة لاتموت
وستظل عالقة بجذورها
التغريبة المجهولة بقلم أسمهان حمو سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 04 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.