مَرّ فِي جَفْنِ دُمُوعِي بقلم نجوى الدوزي خلف الله تونس




مَرّ فِي جَفْنِ دُمُوعِي .. نَظَرَا
رَشَفَ الحُزْنَ مُدَامًا .. سَكِرَا ..
جَاءَ يَخْطُو فَوْقَ هُدْبٍ تَلِفٍ
طِفْلُ ظَنٍّ فِي المَآقِي عَبَرَا
مَدَّ كَفًّا فَسَبَى بِنْتَ نَوًى
سَكَنَتْ فِي رَجْفِ ضِلْعٍ .. كُسِرَا
قِيلَ : خَلِّقْ مِنْ تَشَظِّيكَ يَدًا
فَمَرَايَاكَ إِلَهٌ … كَفَرَا
قُلْتُ : أَقْبِلْ يَا كَفِيفًا لِتَرَى
قَالَ : شَكِّي فِي يَقِينِي حُفِرَا
يَا أَنَا مَا بَيْنَ بَيْنِي سُجُفٌ
قَدْ غَدَا طَرْفُ رُؤَانَا حَجَرَا
فَتَوَحَّدْ يَا رَمِيمِي جَسَدًا
وَ تَجَسَّدْ فِي وَمِيضٍ حَضَرَا
وَ اقْتَرِبْ .. فَالكُلُّ بَعْضِي خَزَفٌ
وَ أَنَا رُوحٌ تَعَالَى فِكَرَا
يَا أَنَا ال” هُوَ ” شَظَايَا زَمَنٍ
ضَاعَ مِنِّي ذَاتَ حُلْمٍ سَدَرَا
أَيُّهَا السَّاكِنُ فِي جَوْفِ فَمِي
لَحْنَ عِشْقٍ .. خُذْ لِسَانِي وَتَرَا
رِعْشَةً فِي ثَغْرِ نَايٍ كَلِفٍ
أَوْ نَشِيدًا فِي عِظَامِي وَقَرَا
يَا بُرَاقًا خَبَّ فِي نَبْضِ دَمِي
هَزَّهُ الشَّوْقُ حَنِينًا فَسَرَى
كَنُثَارٍ مَدَّ خَطْوًا ألِقًا
وَ تَمَادَى طَيْفَ نُورٍ نُثِرَا
وَحَّدَ الأَكْوَانَ فِي خَيْطِ ضِيَا
وَ تَنَادَى .. جَفْنُ طِينٍ شُطِرَا
فَسَمَا فَوْقَ سَنَا خَطْوَتِهِ
وَ دَنَا فَارْتَدَّ كُلِّي .. وَ دَرَى
وَ تَتَبَّعْتُ سَرَايَا قَبَسٍ
شَعَّ مِنِّي فِي وَرِيدِي قَمَرَا
وَ الْتَحَفْتُ الصَّمْتَ أَنَّتْ لُغَةٌ
غَيْرَ أَنَّ القَوْلَ فِي الصَّمْتِ جَرَى
وَ هَفَا العُشَّاقُ مِنْ فَرْطِ جَوًى
فَاشْتَهَوْا مِنْ خَمْرِ وَصْلِي وَطَرَا
شَطَحَاتٍ فِي مَآقِي رُسُلٍ
بثُغُورِ الغَيْمِ قَصُّوا خَبَرَا
أَوْقَفُوهُمْ عِنْدَ قَفْرٍ فَبَكَوْا
ثمَّ ذَابُوا فَاسْتَحَالُوا مَطَرَا
نَبَتَتْ مِنْ نُورِهِمْ سُنْبُلَةٌ
حَصَدُوا حَبَّ رُؤَاهَا بَصَرَا
مِنْ أَنِينِي قَدْ بَرَوْنِي قَلَمًا
لِيَخُطُّوا مِنْ دُوَارِي قَدَرَا
وَ مَحَوْا أَوْشَامَ مَاضٍ .. فَجَلَوْا
ثُمَّ مَدُّوا فِي مَدَارِي سَفَرَا
رَجَفَ القَلْبُ .. فأَوْحَى قِصَصًا
غَوْرُ بَحْرٍ مَدَّ مَوْجًا لِيَرَى
زَبَدِي غَاضَ .. أُنَادِي مَدَدًا
فَأَرَانِي كَجُفَاءٍ أَثَرَا ..
وَ الْتَقَمْتُ الجَمْرَ .. قَوْلِي لَثَغٌ
وَ ضَرَبْتُ البَحْرَ .. فَانْشَقَّ ثَرَى
وَ وَلَجْتُ النَّارَ تُفْنِي حَمَئِي
فَتَطَهَّرْتُ .. و طِينِي غُفِرَا
هَا أَرَى الأَقْمَارَ عِنْدِي سَجَدَتْ
فَضِيَاهَا فِي نَقَائِي صُهِرَا ..
سَبْعُ كَهْفٍ بَعْدَ عُمْرٍ بُعِثُوا
بَعْثَ حَقٍّ مِنْ يَقِينٍ سُطِرَا
يُونِسٌ مَعْنًى وَ يَقْطِينَتُهُ
بَعْدَ تِيهِ النُّونِ عَوْدٌ نُذِرَا
جِئْتُ أَحْسُو مِنْ عُيُونِي قَدَحًا
أشْتَهِي خَمْرَ قَصِيدٍ عُصِرَا
سُقْتُ حَرْفِي فِي التَّرَاتيلِ فِدًا
فَاضَ عِطْرِي إِذْ غِيَابٌ نُحِرَا ..
مَرّ فِي جَفْنِ دُمُوعِي بقلم نجوى الدوزي خلف الله تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 27 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.