أصير رجلا بساق مبتورة بقلم حواء فاعور سوريا
أصير رجلا بساق مبتورة يحاول ان يذهب للتواليت ..
اوصراخ طفل في ممر مشفى بارد في كاحله شظية عالقة لم يلاحظه الطبيب بعد ..
او شابا عشرينيا وسيما يجر قدمه اليسرى بصعوبة ويرفع يسراه بيمناه كمن يرفع خشبة او قطعة قماش ..
او اصير قيأه الخطير الذي يقهقه بشر وقهر ..
الأشعة ليست ضرورية لتعرفوا ان شظية مستقرة في نصف دماغه الايمن عطلت نصف جسده الأيسر ..
وأصير مقاتلا فقد نصف كفه ..واستمتع بقبلات حبيبته فوق الشاش الملطخ بالبوفيدون والدم ..
واتلقف دمعها مالحا فيصير مع ريقي مرا كالدفل ..
او ممرضة تجلس خلف طاولة قديمة وبطنها ككرة صغيرة تصلح لطفلة عامين تقريبا ..
فاحمل الكرة وقلما محتارا اين يسجل الاسماء في ورقة لا مكان فيها لواحد ..
او ابنة تجلس دون حجابها مادة ساقيها في باب الطوارئ تنوح ثم تصرخ شاقة صدر الشجر (ياا ابويي)
او عجوزا بيدين مرتجفتين يمشي ببطء في دائرة ضيقة بحثا عن رسول من الله يشتري له الدواء الذي لا يحفظ اسمه ..
او المرأة التي دمعت عيناها حين رأته فحضنته بقلبها ومدت يدها في جيبه لتقبض على كرتونة عليها الاسم ..
او أما تقول يارب
حقنة تسكين الم فقط لو تنزلها من السماء لابني الذي يبكي منذ 3 ساعات ..
ثم اعود أنا المرأة العشرينية تخرج من غرفة المخاض و تنزل درج المشفى دون سند والدم يسيل على ساقيها حاملة رضيعتها ..
وانا جالسة في العتمة ..
اختار النور فافتح صدري كغطاء بيانو قديم في صالون مهجور واصير مقطوعة ..
تعزفني روح ما ..فلا امسكني وانا هناك في سماء اعلى من السابعة ..
ابتسم الآن ..
والروح هناك
والجسد يرقص هنا ..
أصير رجلا بساق مبتورة بقلم حواء فاعور سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
05 مارس
Rating:

ليست هناك تعليقات: