أخونك كل يوم بقلم شروق حمود سوريا
أخونك كل يوم
في الصحوة في الحلم
مع نفسي أخونك
أخونك مع أفكاري التي تتسع كل يوم لتصير ريحاً
مع ذكريات طفولتي التي أعيد تكريرها
كما أفعل مع فساتيني المزهّرة بالشوق
مع الأغنيات التي حفظتها عن ظهر حزن
ولا زلتُ أستخدمها كمنديل متعدد الاستعمالات
أخونك مع هائل المفردات التي التقطتها من كل من قابلتهم
كما يلتقط طفلٌ عملاته المعدنية التي منحوه إياها صباح العيد
أخونك مع حزني الذي أهداني إياه زمانٌ لست منه وليس منك
أخونك حتى مع خيباتي التي اعتدت أن ألقي تحية الصباح عليها
وأربّت على كتفها الهش بنعومة عاشقة تحاول إغراء ماضيها
أخونك مع سجائري التي أفضّل طعم قبلتها في الصباح
أكثر من أيّ شيء تمنحني إياه وتظنّ أني كنت أنتظره
أخونك مع أنفاسِ من نفثوا فيّ حيواتهم
كي أخبّئها لهم
في معاجم الغد بطريقتي
أخونك مع صوري القديمة التي قصصت منها كل من رحلوا
ولم أترك سوى رأسي
معلقاً كمشنقة
أخونك مع لحظات فرحي اليتيمة
مع وسادتي التي اصفرّت ملامحها من فيض التشهّي
أخونك مع الأبيض الذي يشحذ عينيّ فتنتفض فيهما الألوان
أخونك أنا
كلما سنحت لاحتضاري فرصةٌ للحياة
أخونكَ مع نفسي
أخونكْ
مع القصيدة
أخونك كل يوم بقلم شروق حمود سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
09 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: