نص مُصَاب ب كوفيد ( 19 ) .. محمد حبشي / مصر
¤ نص مُصَاب ب كوفيد ( 19 ) ..
————————————————
( لشاعرٍ موبوء ، لا يُنَقِحُ قصائده ،
أو يُلَقِحُ أقراصَهُ المدمجة ،
قبل النشر بالفاكسين ) ..
.
——————————————
.
.
1- الذين يضاربون في البورصات العالمية ،
على أسعارِ الأسهم ،
فوق النفاياتِ ، وجُثَثِ المَوتَى ،
مازالوا يشعلونَ الحرائق ،
في الغاباتِ ،
وأسواق المال ..
وينشرونَ في قاعاتِ التداول ،
الفيروساتِ والأوبئة ،
والنزاعاتِ
على الحدود ،
بين بلدان العالم الثالث ،
والحروب
الإلكترونية ،
بين البورصات الناشئة ، والشعوب الفقيرة ..
.
.
2- مازال المطورونَ العقاريون ،
يبنونَ على أطرافِ
الخطيئة ،
آمالاً كاذبة ، ذنوباً جرداء ،
أحلاماً بالتوبة ، حول حمامات السباحة ،
وفي عمق الصحاري ،
جنة مزيفة ،
من النجيل الصناعي ، والمسطحات الخضراء ،
مدناً جديدة للمَوتَى ، وأسرابِ الجراد ،
قاعاتٍ كبيرة
للعزاء ،
تطلُ على بحيرةٍ مكدسة ،
تقضي فيها الأسماك
الملونة ،
الملوثة بالفيروس ، فترات العزل ..
مازالوا يستصلحونَ
في الأراضي
البور ،
آلافَ الأفدنة ،
من دورِ المناسبات ، الآيلة للسقوط ..
ويشترونَ بأعلى سعر ،
المقابرَ الواسعةَ
النظيفة ،
التي لها ألف عَين ،
وخالية من الذبابِ الأزرق ،
والطيور الجارحة ، والديدان التي تلتهمُ الذاكرة ..
.
.
3- المستثمرون الذين يستحوذونَ على حصةٍ حاكمة ،
في مصانعِ النسيجِ والكتان ،
والأخشابِ والأعشابِ
والعطور ،
مازالوا يحتكرونَ صناعةَ الأكفانِ والتوابيت ،
ويدربونَ في السيرك ،
مجموعة متميزة
من الحمير ،
على الفتوى ، وتلاوة القرآن ،
لسد العجز ،
في شيوخ وفقهاء السلطان ..
وأخرى من الكلاب ،
على عقر
المتظاهرين ،
والنباح و ( التصويت ) ، خلف الجنائز ،
من أجل السيطرة
على الأسواق ،
وزيادة الأرباح ، وتكاليف الدَفن ،
وخفض أسعار
الموتى ،
الذين يُدْلُونَ بأصواتِهِم في الانتخابات ..
.
.
4- الشركات الكبيرة ، التابعة لأجهزة المخابرات ،
التي تنتج الفيروسات ،
والفاكسين ،
والقنابل العنقودية ، وطائرات الديون ،
مازالت تعلنُ في الجرائد اليومية ،
والمواقع الالكترونية ،
والفضائيات ،
عن حاجتها إلى وسطاء ، لتهريب الأسلحة ،
إلى الجماعات
الإرهابية
ومناطق النزاع ، في الدول الفقيرة ..
وعن وظائف خالية ،
لضباط أمن ،
يُجيدونَ فَنَّ الدَفنِ ، وأساليبِ التحنيط ،
وارتكاب الجرائم الغامضة ،
دون ترك أي أثر ..
وشباب ،
حديثي التخرج ،
ذو خبرة سنتين على الأقل بالأوبئة ،
و ( التحليل الفني ) ،
لمعدل الوفيات ،
ومنحنى الإصابة ب كوفيد ( 19 ) ..
.
.
5- أصحاب شركات التكنولوجيا بوادي السليكون ،
بزعامة " إيلون ماسك " ،
مازالوا يروجون ،
من خلال شركة " سبيس إكس " ،
لنظام نقل البيانات
فائق السرعة ، المسمى بال ( هايبر لوب ) ..
كي يزرعوا في رؤوس المَوتَى ،
شرائحهم الإلكترونية ،
لمتابعة الصراعات
الإثنية / العرقية / الطائفية في الآخرة ،
والتأكد من عدم انحراف
القبائل ،
والأقليات ،
عن الصراطِ المستقيم ، الذي يؤدي إلى الجحيم ..
.
.
6- ومازال أصحاب شركات الكومبيوتر والهاي تِك ،
يضعونَ على صدر الميت ،
داخل كل تابوت ،
( تابلت ) حقير ( 64 جيجا ) ،
لا تستوعبُ ذاكرته ،
كل الذنوب ،
يدفعُ الورثةُ ثَمَنَهُ بالتقسيط ..
مع أدعية مجانية ،
ترددها تلقائياً ،
الشريحة الإلكترونية ، أثناء صلاة الجنازة ..
.
.
7- ومازال أصحاب شركات الاتصالات ،
يقدمونَ للشياطينِ
من الطَلَبة ،
أثناء فترة الوباء ، عروضاً مغرية ،
لحل الواجبات المدرسية ،
وأداء الامتحانات ،
باستخدام تطبيق ال ( بلاك بورد ) ،
دون الحاجة للذهاب ،
إلى مدرسة ،
أو مقبرة جماعية ، أو مخيم للاجئين ..
وتقدمُ أيضاً للملائكة ،
خدمة سؤال
الموتى
عبر الإنترنت ، مقابل مبالغ مالية زهيدة ..
.
.
8- ومازلتُ أنا أيضا ، أبحثُ داخلي عن مقبرة ،
تتسعُ لأحلامي الميتة ،
المكدسة
في خزانة ملابسي ، من نصف قرن ..
وعن طموحاتٍ ،
تختبئ
منذُ ولادتها ،
تحت السرير ، أو فوق دواليب الذاكرة ..
وعن امرأةٍ ،
لا علاقة لها بالتكنولوجيا ،
أو الأقراص المدمجة ،
تخزن مشاعرها
الرقمية ،
في صدري ،
وتكتب أغانيها العاطفية ،
طوال الليل ، على إحدى وسائدي الخالية ..
وعن مستشفى للمجانين ،
تنشر قصائدي
المفيرسة ،
دون أن تضع كمامة على أفواه الحروف ،
أو تحقن ألوان الغلاف ،
بمصلٍ واقي
للعنوان ،
أو تجري لأحد المقاطع قبل الطبع ،
جلسة صلح مع الكهرباء ،
أو ترسل لحماية ،
حقوق الملكية الفكرية ،
كتيبة
من اللصوص ،
والمسجلين خطر ، باتحاد كتاب قريش ،
لقتل شاعرٍ أعزل ،
لا يملك
بندقية صيد ،
يجلس وحيداً في الغار ،
ينتظرُ
مع ظله ،
طلقةً طائشة ، يختمُ بها القصيدة ..
محمد حبشي / مصر ..
( 27 - 2 - 2021) — 10:30 صباحاً ..
ليست هناك تعليقات: