لمْ اتعمدْ قتلَهُ ...زكريا شيخ أحمد سوريا




لا احدَ يعلمُ مقدارَ الخطوةِ بينَ الحياةِ و الموتِ
قد تكونُ خطوةً
او أقلُّ منْ خطوةٍ
او اقلُّ  بكثيرٍ .

لمْ اتعمدْ قتلَهُ
و لكني اشفقْتُ عليهِ ،
دافعي الحقيقيُ و الوحيدُ لقتلِهِ
كانَ الشفقةُ .
كانَتْ ملامحُهُ حزينةً ،
قبلَ انْ اقومَ بقتلِهِ
رويتُ لهُ كلَّ ما أتذكرُهُ منْ نكاتٍ مضحكةٍ
لكنَ ملامحَهُ لمْ تتغيرْ ابداً .
قبل انْ اقومَ بقتلِهِ
تدحرجْتُ امامَهُ عدةَ مراتٍ و بشكلٍ كوميديٍ ،
اصدرْتُ اصواتاً غريبةً
و ضحكْتُ ضحكاتٍ كوميديةً
لكنَّهُ لمْ يبتسمْ حتى ،
حاولْتُ عبثاً جعلَهُ يضحكُ أو على الأقلِّ يبتسمُ
و لكنَّهُ ظلَّ صامتاً و حزيناً .
كانَ اللهُ يشاهدُ كلَّ شيءٍ
و لمْ يتدخلْ ،
حدقْتُ بهِ ملياً
و هُيأَ لي انَّهُ ارادَ أنْ يغادرَ هذا العالمَ
فأشفقْتُ عليهِ و قمتُ بقتلِهِ
قتلْتُهُ بكلتا يديّ
قتلْتُ التمثالَ الذي صنعْتُهُ بيديّ .
لمْ اتعمدْ قتلَهُ ...زكريا شيخ أحمد سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 27 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.