لمْ أكترثْ ...بقلم أحمد رفاعي سوريا
لمْ أكترثْ بالموتِ
كنتُ أحبُّها
و أقولُ في سِرّي يموت الموتُ حين تضمُّكَ امْرأةٌ إلى شطآنِها
و تفيضُ ماءً أو رمالا
لم أكترثْ بالوقتِ
منذ تَقَوَّسَتْ في ليلِ أحلامي هلالا
لم أكترثْ بالشِّعرِ
حين رسمتُ نهدَيها كتاباً
و انحنى قمرٌ حليبيٌّ على أوتارِ سُرَّتِها و سالا
ما أضيقَ الكلماتِ حين تصيرُ للأشواقِ سجناً أو مآلا
لم أكترثْ بالنثرِ
فالزَّغَبُ المُسافرُ في حواشي ظَهْرِها يتنفَّسُ المعنى
و يُزجي كلما الْتَفَتتَْ سؤالا
لم أكترثْ بالخمرِ
عيناها تُعيدُ الكونَ للغيبوبةِ الأولى
فتُطبقُ جفنَها فوق المدى المَنسيِّ شالا
دَعْ نصفَ كأسِكَ فارغاً
كي تنحني عند ارتشافِ قصيدةٍ
قالت بمِلءِ الجرحِ لا ، لا
لم أكترثْ بالحبِّ
إنَّ الحبَّ موتٌ غامضٌ يُدنيكَ منكَ
و أنتَ في خلجاتِكَ الأولى انْعِداماً و احتمالا
سيّانَ حين تحبُّ إنْ قصُرتْ ظلالُكَ
أو نزيفُكَ في سريرِ العشقِ طالا
ألحبُّ موتٌ غامضٌ
فأقِمْ صلاتَكَ للندى ...
للذاهبينَ إلى شغافِ غمامةٍ وشَمتْ على يدِها " غداً "
و " شذىً " على دمِهِ تعالى
ألحبُّ موتٌ غامضٌ
فتلَمّسي جُرحَ السماءِ لِنعرفَ الميْتَ الذي يَفنى
منَ الميْتِ الذي يأبى زوالا
كمْ منْ صلاةٍ لمْ تصِلْ أوصالَها
كم منْ صليبٍ كان للحبِّ اكْتِمالا
لمْ أكترثْ ...بقلم أحمد رفاعي سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
08 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: