من حوار مسجّل معي بقلم خديجة غزيل تونس


-يقال أنّك كنت تتعمدين حبس أنفاسك هل هذا الخبر صحيح أم أنه لا يعدو أن يكون تفاؤل قارئ؟
-أضحك هههه ... ضحكتي جميلة وأنيقة.. أنظرُ إلى حذائي.. يليق بامرأة سعيدة .. وحتى ساقاي خفيفتان .. إني أرقص الآن وأنا جالسة على الكرسي.. رقصة متناغمة مع نفسي وضحكتي ومع راّئحة عطري.
فرقعة أصابع تنبئ بأني مضيت بعيدا في اقتفاء العطر..
-آه.. نعم.. عفوا سأجيبك..
كانت محاولات ساذجة وباءت بالفشل لأنني كنت دوما أُنقذني في آخر لحظة. كنت طفلة بعقل أكبر من عمري.
-والآن؟
- الآن؟ مازلت تلك الطفلة! لكني لم أعد أصغ أبدا إلى عقلي.
-إلى ماذا إذن؟
-أتبع صوت قلبي فإن كان الصوت مترددا فكرتُ وإن جرى بي كالجدول العذب لم أُفكر.
-النَفَس؟
-النَفَس هو حياتي الآن. بعد أن كان حبل الغرق.
النَفَس هو الفرصة الوحيدة لي لأحيا كلّما ذبل فيَّ اليوم .. أو اضمحلت فيّ الروح.
-عفوا هل تضمحل الروح؟
- في الحقيقة إنه نَفَسُنا الذي يضمحل فنتركه وحيدا من دون مساعدة ..نتركه يضيع مثل حلم فرطنا فيه لأنه بارد ونحن شعوب تحب الدفء.. نتركه يختنق مثل شيخ هالك .. كعجوز أوقف جهاز التهوئة وفتح النافذة ليدخل الهواء..
حين أتنفس أرى روحي تغادرني وترجع إليّ حية أكثر .. قد أتقاعس عن تكرار النفَس او قد أتراخى لكَسلي لكني أعود بما تبقى من وعي الطفلة وما جرى من تدفق السيل أعود لأسمع نبض هذه الحياة!
ليس هذا حوارا.. إنكم سقطتم في الفخ!
من حوار مسجّل معي بقلم خديجة غزيل تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 10 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.