نصوص للشاعرة الجزائرية رزيقة بوسواليم

 لماذا؟

وبعدها يتناسل الفراغ.
*
كلما صعدت قمة
تدحرج قلبي
لامست يدي عنق الريح.
*
ولا جهة تشفي غليل الباحث عن مكان مضاع.
*
عكس أجواء الهبوب
أهرب مع جثتي.. منّي.
*
يبقى السفر في عجالة من أمر المركبة.
*
طرق غزير على قارعة أمل ضائع.
*
حال عن حال يختلفان في الاتجاهات المتضادة.
*
يدي تراقب،
عيني نائمة تبحث عن زاوية رؤية.
*
أفتش عن حبة قمح سرقتها من قلب العاصفة.
*
أمسي يتوكأ غدي
كيف تم اللقاء؟
ورد طافح
مزهرية في حداد.
*
وقتي يتآكل على رصيف صدئ.
*
العمر سفينة غارقة
الضحايا
سنوات عجاف.
*
يتبدل مود المزاج،
أنثى حلزون أدخل قشرتي.
*
نغلق هذا الملف،
أخيرا نفضنا غبار العتاب.
*
أكتب الشذرة نبتة أنمو في الظل القلق.
*
صديقي النص كيف حالك وأنت في حضن قارئ بعيد قريب؟
*
لا تكسر ضوئي ، سيحاسب الظلام آخر الدقائق المشتعلة وينصرف.
*
نظلم قريبنا الموت ، بيننا رحم مقطوع الصلة ظاهرا.
*
فصل آخر سمج و تنتهي معنا الحياة.
*
جئتني متأخرا بيدك وردة جافة
ثم اندثرت.
-----------------------
نحملها أسماؤنا
طول العمر
بصمة
لا تزول بمزيلات العرق
كرائحة
انتماء إلى مستنقع الوجود.
*
الإسم هو الذي يلحقك
كجرو مطيع
أينما التفت
نبح عليك
و طاردتك حروفه.
*
وإني أكره إسمي
كعنوان لطرد معطل
إلى بريد القيامة
منذ ميلادي
أتحمل
وزره
خالية
اليدين من اشتقاق الرزق
الذي يدعيه  
في أوراق الثبوت.
------------------------

تفيضُ وشوشة رنَّة الخلخال

-1-
تُصابُ اليد بالعمى
كأنْ
تمشي الطَّريق وحيدة
ولا تعرف كيف تمسك باليد تُحبُّها
حدَّ الهوس بأصابعها
فما الذّي تُحدثه خشخشتها
تحت وسائد غربتك؟
-2-
تُبصرني
بعيدة
تُحدِّثني ، تَسمعُني
دعها
يدك
تحرثُ حقول ظهري ذهابا وإيابا
ولها جميع غلال الرَّعشات البكر عند الولوج.
3-
ستتفرع الشّجرة
وتطلق شهقاتها الكثيرة
آهاتها تتدلى فوقك 
بخواتم الزَّهر
وبحلاوة الثِّمار الفاسقة.
-4-
نرسم ظلالاً
ونمحوها
نفسُ اليَد
فاعلة بنا
ما في النُّفوس ترجمة
لرغبات العالمين.
-5-
في الحبِّ فقط
تسقط أنفاسنا عميقا
في
الهوى
تنقذنا الزَّعانف
سباحة ماهرة.
-6-
فيا أيَّتُها السَّمكة
ذيلك يلوِّح للشاطئ
ابتعدْ
لكن للصَّياد رمية مالحة
لا تخطئ مجازات الموج.
-7-
كما النَّوافذ أسماعٌ جيِّدة
لطَرَقات اللَّيل الخافتة
لسعال الشَّوارع
لنشوبِ معارك الجيران
كذا الأبوابُ
المصافحة
لا تترك يدَ الغريب حتَّى
تبلِّغه أمان العتبة.
-8-
يدُ أمِّي
مخضَّبة بالعجين دائمًا
هكذا
كنتُ أراها
تُحاول تطويع أقراص الخبز 
وإنضاجها
على مقربة من عين الشَّمس الحارسة
لخميرة البيت
تفيضُ علينا وشوشة رنَّة الخلخال.
-9-
خشنةً ودافئة
تربِّت كتف الحنان
المُبتلى بحزن الفقد
و أهوال اليُتم 
و مخاوف فراشٍ
يتركُ صاحبه أوَّل ليلة
انسحاب
يده
من وحشة الدّنيا.
-10-
يدانِ تنسجان اللِّقاء
أسطرًا
تعيدانِ
تفكيكَ خيوطه
وتُطفئان
مجامرَ الحكاية.
----------------------

___________

لم أكن لأريد أمرا آخر
لو فقط
كل شيء من حولي ينمو بسرعة مثل أظافري بعد كل
جلسة
تقليم.
***
شجرة النسيان
مقبض الباب
أضلع النافذة
نهاية الشارع
أكمام الحب
كلمة وداع
لو أن لي
بيتا محيط
وغرفة ماء
و قلبا
يصلح
للغرق
و قارب نجاة.
***
لو المدينة
كانت لي
لو الريح
أمي
لو تلقفتني
يد الله
يد الحبيب
فتوزعت أعضائي
تحت تربة الحياة الخاملة.
----------------------------------

قلبك الحيّ الشّعبي الذِّي أهوى/


-1-

أحبُّ الهامش 

لي فيه 

ظل أعرج

وطريق فارغ مزدحم بالعابرين 

المهرولين وأغاني شعبية.

-2-

سكنتُ ذات مرة 

قرب الضوء 

أصابعي لم ترَ جيّدا 

وصرت 

أتخبط الحيطان.

3-

لا تقل إنَّك 

هامشٌ مغمور 

آهل بالحصى والحجارة 

وأصوات الباعة والحناجر المغبرة

وروائح عربات الأكل السريع،

إذا كنت كذلك 

وكان قلبك حيًّا شعبيا

سأسكنك.

-4-

كنت السَّاذجة

لا أدري كيف صرت صبية 

ثمرة طازجة 

ثم هيلا هوبا 

امرأة ناضجة ذات عسل و طعم شهي.

-5-

لا تتذوقني بعينيك 

اللسان أصدق الحواس 

نقلا 

لمذاقات امرأة من لسع و جمر.

-6-

على سبيل الهامش 

أريد التسكع 

وحيدة فيك 

وحيدة منك 

وحيدة إليك 

كن ذلك الشَّغب بفتحة صدر و ذراعين طويلين وزيادة.

-7-

وسادتي محشوة بالصور 

تقفز صورتك 

تتعلق بأول أزرار قميصي 

يا لعنة الخيال 

حيواناته البرية تركض بحوافرها في رأسي المتورم 

بكلامك.

-8-

يا أيُّها الشَّيطان 

سكنت دمي 

تقاسمنا ملح الكلمة 

وعرق الخبز النَّاشِف 

وملأنا صدورنا بالحسرة والأمل حتى تضخمت الرئات 

وظهر في القلب فتق 

يسمى الحبّ.

-9-

على الهامش 

أُوَّقع على ذيل الرِّيح اسمك 

يطير مثل طائرة 

ورقية 

ويحطّ على سرتي .

-10-

لنا هامش صغير 

نجري فيه كجروين 

نلعق وجهينا

كل صباح

نتمرغ في التراب 

ننبح ونكشر كلما ظهر عملاق 

يدعى الفراق.

-11-

لتكن هامشي الآمن 

أنا ابنة الحارات 

والزقاق الضيق 

والشعر المتمرد 

والوطن السيء 

أنا ابنة 

أبي وأمي 

وأخت الكثير 

صديقة الحياة 

و حبيبتك 

أنت.


رزيقة بوسواليم /



نصوص للشاعرة الجزائرية رزيقة بوسواليم Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.