شيْء ٌ منهُ ضَاع بقلم محمد خلاد المغرب
مضَتْ ثلاثةُ أيام
و الرجلُ الهاربُ من ظِلِّه
مازال وسط الغابة
مشدوداً بحَبْلِ مِشْنقة
على فَمه المفتوح
فُقَاعاتٌ مِن زبَدٍ ودَمٍ مُتَخثِّر
وفِي المكانِ وحْشة
يكسرها نحيبُ مطَرٍ غزير
وهَسْهَسةُ فِراخٍ جائعة
عرَّاها بياضُ الصَّقيع
و الرجلُ الهاربُ من ظِلِّه
مازال وسط الغابة
مشدوداً بحَبْلِ مِشْنقة
على فَمه المفتوح
فُقَاعاتٌ مِن زبَدٍ ودَمٍ مُتَخثِّر
وفِي المكانِ وحْشة
يكسرها نحيبُ مطَرٍ غزير
وهَسْهَسةُ فِراخٍ جائعة
عرَّاها بياضُ الصَّقيع
لا أحدَ يُوجد في هذه الأدغال
بُومَةٌ في تَجْويفةِ جِذْع شجرة
تَنتَظِر سُدولَ اللَّيل
لتَنْقضَّ عَلى فأرٍ أو سِنْجاب
وغُرابٌ يُساوِم النهار
لِيبِيعَ ريشَه ويشتري مَطَرِيَّة سوداء
يقْضِي بها فصل الشتاء
وتحت قَدَمي جُثةِ الرجل المتدليَّة
قَبْرٌ فارغٌ وسط بركة ماء
يحْلُم أن يصيرَ نهرا
بُومَةٌ في تَجْويفةِ جِذْع شجرة
تَنتَظِر سُدولَ اللَّيل
لتَنْقضَّ عَلى فأرٍ أو سِنْجاب
وغُرابٌ يُساوِم النهار
لِيبِيعَ ريشَه ويشتري مَطَرِيَّة سوداء
يقْضِي بها فصل الشتاء
وتحت قَدَمي جُثةِ الرجل المتدليَّة
قَبْرٌ فارغٌ وسط بركة ماء
يحْلُم أن يصيرَ نهرا
الرجلُ المُعَلَّقُ الذي يُؤرجِحُه الريح
يعرف جيِّداً أنّه لم يمتْ
فظلُّه اليائسُ هو الذي انتحر
أحسَّ برغبة عارمةً لِدَفنه
لكنَّه اكتفى بوضْع
حزْمةِ زهور أمامه على الأرض
وانْزَوى حزيناً في رُكْن
متخفيّاً عن الطيور الكاسِرة
يعرف جيِّداً أنّه لم يمتْ
فظلُّه اليائسُ هو الذي انتحر
أحسَّ برغبة عارمةً لِدَفنه
لكنَّه اكتفى بوضْع
حزْمةِ زهور أمامه على الأرض
وانْزَوى حزيناً في رُكْن
متخفيّاً عن الطيور الكاسِرة
لم يكنْ مُرتاحا
شيْءٌ مِنْه ضاع
كان الظِّلُ يتوسَّلهُ بِعَيْنيْن مُنْكسِرَتَيْن
أنْ يعودَ إليه
وهو يَفْتِل مِن حَبلِْ المشنقة
شِراعاً للسفر
لِيَلْحَقَ بِموْجَةٍ مُهاجِرة
شيْءٌ مِنْه ضاع
كان الظِّلُ يتوسَّلهُ بِعَيْنيْن مُنْكسِرَتَيْن
أنْ يعودَ إليه
وهو يَفْتِل مِن حَبلِْ المشنقة
شِراعاً للسفر
لِيَلْحَقَ بِموْجَةٍ مُهاجِرة
شيْء ٌ منهُ ضَاع بقلم محمد خلاد المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
08 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: