حكاية الرجل الذي ضحك حتى بح صوته...زكريا شيخ أحمد سوريا
حكاية الرجل الذي ضحك حتى بح صوته
في العيادة
ثمة طبيب واقف خلف طاولة يشرح
و ثمة رجل جالس قبالته يضحك ،
كلما تكلم الطبيب أكثر ،
يضحك الرجل أكثر ،
الرجل يضحك بشكل هستيري .
أكاد أجزم أن المدينة بأكملها تسمع صوت ضحكه ،
الطبيب لم يعد قادرا على الشرح
و لكنه يبدو عنيدا أو لعله طبيب ملتزم بقسم المهنة
و أداء رسالته ،
بدأ الطبيب يصرخ ليتمكن من اختراق ضحكات الرجل :
إن جسم الإنسان مكون من
أجهزة متعددة و الكثير من الأعضاء
و انه يحتوي على ترليونات من الخلايا و الأنسجة .
بعد ساعة او أكثر من الصراخ و الضحك الهستيري ،
همد الرجل
و قذف الطبيب بنفسه على كرسي قريب منه
و ساد هدوء يشبه هدوء المقابر،
اقتربت من الرجل الذي كان يضحك
مستفسرا بعيني ،
نهض متثاقلا يمسك بيد حنجرته
و باليد الأخرى يمسك بطنه
و همس بأذني أنصحك ان تذهب لطبيب آخر
هذا الطبيب غبي و جاهل ،
إن جسم الإنسان يتكون من تريليونات من الخيبات
ثم خرج و هو يضحك بصوت مبحوح .
ألتفت للطبيب
قال لي بصوت مبحوح ارجوك إذهب الآن و عد غدا .
خرجت مقررا عدم العودة لعند هذا الطبيب ابدا .
حكاية الرجل الذي ضحك حتى بح صوته...زكريا شيخ أحمد سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
08 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: