كراء بيت بقلم محمود طارقي تونس


كراء بيت،
يعني أنّك ستدفع ثمن إقامتك في هذا العالم
مرّة كلّ شهر...
لك عنوان جديد،
لم تعثر عليه الأخبار السيّئة بعد...
ولك جرس،
من حسن حظّك أنّه معطّل كالزائرين...
لك نافذة تفتح على شارع لا تُرحّب به
وشجرة في آخر الطّريق تجعل بصرك يَخْضَرُّ
قبل أن يلتحم بالزّرقة
ليقود سرب طيور إلى آخر السماء
ثم يعود وحيدا
وأنت تردّد جملتك الأخيرة :
"أنا سعيد، لأنّ اللّه الذي سيُغمض عيوننا هو صانع كل هذا الجمال"
ولك طاولة تعرج أثناء الكتابة
لتصل متأخرا إلى نهاية النص في كل مرة
ثم تطوي الورقة وتُثبِّت بها رجل الطاولة
لتتناول عشاءك بهدوء...
لك جدران صامتة،
ليُصبح مضغ الطعام وسطها ضجيجا
وكأنّ البيت يأكلك...
ولك تلفاز لا يعمل،
ستجلس أمامه كل ليلة
لتشاهد نهاية شريط حياتك فيه...
وأخيرا
لك جريدة
تركها الساكن القديم
وبين صفحاتها أول خبر سيء يصل إلى عنوانك الجديد.
كراء بيت بقلم محمود طارقي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 10 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.