حبيبتي صارت تنتظر دورتها الشّهريّة بقلم محمود طارقي تونس


حبيبتي صارت تنتظر دورتها الشّهريّة،
لتنظّف جسدها مني!
أنا الشّخص السيء الذي أفسد حياتها...
ففي كلّ المرّات التي اشتهت فيها طفلا يشبهني،
أخبرتها أنّ الولادة هي أوّل علامة من علامات الموت
وأنّ ابننا سيتعلم المشي ليصل منهكا إلى قبره...
وعندما تمشّينا معا
يدها تحت مرفقي
ورأسها على كتفي،
أخبرتها أنّي أسير لأودّع رجلي
وأنّي في الأيّام العاصفة أمشي إلى الخلف
لأشاهد الأتربة تتكدّس فوق خطواتي
حتى تمحى...
وعندما سألتني: لماذا تكتب؟
أجبتها: لأن الإنسان اكتشف الكتابة قبل 7000 عام!
كانت دائمة التحمّس لأحدّثها عن تجاربي، وكنت أصمت
لأنّي صاحب تجربة واحدة، وفاشلة!
عندما جرّبت التصوّف
واكتشفت أنّ نفسي ليست زكيّة،
وأخلاقي ليست صافية،
وباطني ليس عامرا،
وقلبي ليس صالحا،
ونظامي ليس محفوظا،
وحكمتي ليست ظاهرة...
أنا لا شيء تقريبا، أو بعض الشّيء
فكلّما غصت في أعماقي
أكتشف أن الحياة تتحرّك كالجراد في داخلي...
و أواصل الصّمت دائما،
حتى لا أحدّثها عن الجراد!
والآن
صرت أعلم جيّدا
أنّ القلب جرح في الصّدر
وأنّ كلّ امرأة تمرّ به لتخيطه
تخرج بقميص ممزّق.
حبيبتي صارت تنتظر دورتها الشّهريّة بقلم محمود طارقي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 12 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.