كلما رأيت الجنازات.....بقلم نعمة الفيتوري / ليبيا



كلما رأيت الجنازات
ذهب خيالي داخل التابوت
وتساءلت
هل شرب قهوة الصباح؟
أو
تأفف عند سماع المنبه
وعاد إلى النوم؟
أو صرخ في وجه أولاده ليخفضوا أصواتهم كي ينام ليلته الاخيرة
أو ضرب ابنته الصغيرة لأنها سكبت كوب الحليب
أو وبخ زوجته أمام الأولاد
أو لم يتصل بوالدته ليطمئن عليها
نحن قساة فقط على من هو أضعف منا
نمارس استغلال بشع في كل معاملاتنا
نستغل من نحب
ومن نكره
والجيران
والأصدقاء
وحتى الأعداء
لمجرد أن تعرف نقطة ضعف أحدهم
وتقول" سيقبل لانه يحبني أو سيرفض لانه يكرهني"
نساوم في كل شيء إلا الموت لا جدال فيه ولا تفاوض
**
وأتخيلني
وأنا يحملني غيري لأول مرة
عارية مني
من كل عمري
وتاريخي
و إبتساماتي
ومن الأوراق
والسطور
والكلمات
يا إلهي بعد كل هذا العمر
وكل تلك السطور التي تسلقتها
كلماتي وتسابقت عليها تلاشت وتخلت عني.
عارية من أحلامي التي لم تفارقني يوماً
ومن خوفي وقلقي
من عاداتي اليومية
التي أستعبدتني طقوسها
وكنت امارسها بإنتظام ورتابة
رتابة كتلك التي سيحملونني بها ويضعوني
في حفرة ضيقة وحدي
وبدون أي شيء يخصني لكن
لمرة واحدة
وأخيرة .

نعمة*
كلما رأيت الجنازات.....بقلم نعمة الفيتوري / ليبيا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 23 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.