أشنق صورتي ...بقلم عبدالرحيم ناصيف/ المغرب






هي صورتي تلك،
المعلقة على حائط بارد قد استنزفت الرطوبة خرسانته..
هي صورتي تلك
المعلقة على جدران المخافر و مراكز الحدود..
...................................................
هي صورتي،
تحملني،
تحمل نظرتي الحاقدة،
تؤشر على ابتسامتي الطبقية.
.............................................
هي صورتي المعلقة على كثبان الرمل،
على جدوع الغابات،
على سيقان السنابل،
على رماد السحب،
على خيوط الشمس،
على انكسار الماء فوق صفحة الماء..
....................................................
تلك صورتي،
و أنا الهارب منها و مني،
أنا الفار جهة اليسار حين يشتعل اليمين،
أنا الفار أقصى اليسار
حين يخبو اليسار..
..............................................
أنا الهارب مني
و من برودة الحائط،
و لا اطارات تدل على عبوري،
أنا الفار من نظرتي الحاقدة
و من سخريتي الطبقية..
أنا الهارب من وجهي
حين تتبادل كل الوجوه،تلك الأقنعة
و تغادر صباحاتها على عجل من الليل.
...........................................
أنا الحامل في الصورة تلك
أحلامي الطوباوية،
شعاراتي الثورية،
أحقادي التي فوق الطبقات
أنا الحامل كل هذا الخطر،
و أمضي..
.................................................
أنا الفار مني و من أسمائي
و من بلاغة الحذاء..
من لحن ساقط في كل
هذا الغناء..
أنا البائي بلعنة الأرض
و السماء...
.........................................
أنا الدم خارج الدم،
أنا الطريق خارج الطريق
أنا الوطن خارج الوطن..
لا داخل لي سواي
لا خارج لي سواي.
........................................
أنا ...
الحلم الذي كلما راودته
يؤلب علي حرس الحدود
و عمال الجمارك..
فأسخر من الجميع،
أتحول الى صورة تشبهني
و أشنق صورتي...

أشنق صورتي ...بقلم عبدالرحيم ناصيف/ المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 21 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.