ثلاثة نصوص للشاعر المغربي حسن الخندوقي



استيقظت دون رغبة
لم أتناول فطوراً
و لا حبوبَ الاكتئابِ
و خرجت دون رغبةٍ
و دون رغبةٍ،
ها أنذا أدخن و أحتسي القهوة
و أُفَسْبِكُ أيضا دون رغبة
يرن هاتفي
فلا أجد الرغبة في الرد
على من كان غيابُها
سببا في موت كل الرغبات

سامحيني...
سأكلمكِ مساءً
أو غداً
أو يوم العيد
أو حين تُبْعَث في كياني
رغبةٌ واحدةٌ وحيدةٌ
تُحْيي كل الرغبات

ارتقبي...
فلن تحيا فيَّ أَيَّةُ رغبةٍ
حتى يَفْنَى غيابُكِ
و اكتئابي...

                         ************

ليس كمثل وجعي وجعٌ
فلا يزايدْ عليَّ أحد
و لا يقلْ لي :
انظر يَمَناً و سوريا و لبنانَ
و ليبيا و العراق...

ألا ليتني مصاب بالكوليرا
في عدن
أو لاجيء عفريني
في أي بلد
أو جثة منسية
تحت أنقاض مرفإ بيروت
أو مهدد بالنسف
من أي داعشي في بغداد
أو هدف لروكيت طائشة
في الزنتان
أو حتى وجبة من الروهينغا
على نار الحقد الطائفي
في بورما
أو مشروع وفاة
في الإحصائيات اليومية
لكورونا السياسي
في بلدي

هؤلاء و هؤلاء
أوجاعهم أُمَمِيَّةٌ
تدعو للتضامن و التعاطف
أما وجعي البليدُ، فأُمِّيٌّ
يدعو للعطف أو القرف

ليس في وجعي
سُمُوٌّ و لا نبلٌ و لا ضميرُ جَمْع
كهؤلاء و هؤلاء
إنما واوٌ للندبة
و جيمٌ للجبن
و عينٌ للبكاء

ما أشقى موجوعاً
محروماً وَجَعُهُ
من الكبرياء...

ليس كمثل وجعي وجع
فلا يزايد علي أحد

                              *********
ما باليد حيلة
و لا في الشمع فتيلة
الظلام كثيف
و القلب كفيف
و الأيام كَلِيلة
و كلي آذان طرشاء
وحده قلبي العليل
يسمع وعيد الغروب

و بما أنه لا شيء يحدث
كي تموت المسافة بيننا
يا ليت شوقي إليك
يقتلني فأرتاح
فلا بد أن يموت أحدنا
أما أنت..
فحين يغرب عمري
في بحر عمرك
ستشرق شمس أيامك العليلة
فلا معنى لشمعة تذوي
دون يد قوية
تشعل الفتيلة

و لي فيك فعل الفتيل بشمعه
كلما شح ضياؤه
أهاج الشمع بدمعه

                             *************
ثلاثة نصوص للشاعر المغربي حسن الخندوقي Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 21 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.