الفارس الذي يغني للأموات بقلم فتحي مهذب تونس


أحيانا أضطر الى توديعي..
ألبس وجهي مقلوبا..
هكذا غيمة غيمة
أتلاشى في حديقة عميان..
ينتظرون قطارا نائما تحت عمودي الفقري ..
أحيانا ألقي قصائدي
في مقبرة مجاورة..
توسمني هياكل عظمية مذواقة..
ويردد طائر الغاق من عل..
ايقاعي الداخلي..
يمنحني ميت شريف مسدسه
لأشن غارة على قس باع تذاكر مغشوشة لأصنام حزينة..
أعد الأموات بزيادة في الأجور..
بشقق جميلة ودافئة..
لنسيان ثلج يناير...
بأكفان فاخرة جدا..
تليق برواد دار الأوبرا..
أحيانا أطارد جنيا بهراوة..
اختلس دراجتي
وفر من شقوق مخيلتي..
أحيانا أبيع شيطانا أنيقا
الى مومس ..
ليحرر نهديها النائمين
بايقاع لسانه الشبيه بمدية..
أحيانا أشتم خفاشا مسلحا
بضحكة مريبة..
أركل مانيكانا خانتني مع تماثيل
متوحشة..
أحتفي بطائر يتكلم بطلاقة باذخة
أحيانا تتقاتل المتناقضات
في ثكنة الجسد..
يغتدي عقلي قناصا..
وروحي متظاهرا ..
وقلبي ساحة ملآى بالقتلى..
يصعد دخان كثيف من قبة رأسي
وتنوح حمامة في فمي 
الفارس الذي يغني للأموات بقلم فتحي مهذب تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.