قلق ......بقلم هيثم الأمين / تونس





لا شيء يدعوني للقلق
فرغم هذا الجرح الثرثار الظاهر في أخمص قدمي
و الذي قصّ عليّ كلّ نهاياتي المحتملة
فإنّي لستُ قلقا
فقد أخبرني عرّاف،
رغم أنّي لا أصدّق إلّا العرّافات،
أنّي سأموت في سنّ الثمانينْ
و لكنّي سأصدّقه
فقط
حتّى لا يدعوني الجرح الظاهر في أخمص قدمي للقلق!
لا شيء يدعوني للقلق
فرغم أنّ أصابعي تزيد إصبعا كلّما ماتت في رحم كفّي قصيدة
إلّا أنّي لا أشعر بالقلق
فأنا أحتاج للكثير من الشموع لأوقدها في أعياد ميلادي
أنا الذي سأعيش ثمانين عاما
و أصابعي الزائدة ستكفي، حتما، لكلّ أعياد ميلادي
رغم أنّي لم أحتفل يوما بعيد ميلادي
و لكنّي سأحتفل
حتى لا تدعوني أصابعي الزائدة للقلق.
لا شيء يدعوني للقلق
فرغم كلّ المجازر التي ارتكبتُها في ساحات اللّغة
إلّا أنّ البعض مازال يصفّق لي
و يُلفّق لي تهمة شاعر على الملأ
حسنا
ربّما، يجب أن أعترف بتهمتي
ليس لأنّي شاعر
و لكن
حتّى لا تدعوني كل المجازر التي ارتكبتها في ساحات اللغة للقلق.
لا شيء يدعوني للقلق
فرغم عريي الكامل من حبيبتي
و من كلّ النساء
إلّا أنّي لا أشعر بالقلق
فأنا سأبتدع كذبة كبرى لأعيش من أجلها
كأن أدّعي أنّي رجل وطنيْ
أو كأن أدلّس جيناتي و أدّعي أنّي من أصول تنتمي لأقليّة ما
و رغم أنّي لستُ وطنيّا
و لا أنتمي لأقليّة ما
و لكن
سأبتدع كذبتي الكبرى
حتى لا تدعوني وحدتي للقلق.
قلق ......بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 10 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.