حكاية جلد عربي أصيل بقلم صابر محمد تونس


لأني مكروه من أهلي
كره حرف العين من الأبجدية
باع أبي جلدي الى سائحة أجنبية شقراء مقابل بعض الدولارات
فصرت كمن اغتسل في غدائر كاهن مجوسي
مسلوخا حتى اخر شهوة خاضت جسدي
و الروح فوقي غبش أزرق
يحتشد من ألمي و يصلي
الأجنبية الشقراء
نسجت من جلدي حقيبة يدوية جميلة
و تباهت بها أمام صديقاتها قائلة :
انها من الجلد ، جلد عربي أصيل
مازلت أتعفن
أبي ذهبت بعقله دولارات الأجنبية
أصبح سكيرا
يعود اخر الليل ، يبصق علي و ينام ..
في المطار
ضبطت السائحة الشقراء بسلاح ناري في جلدي
أقصد ، في الحقيبة اليدوية
قالت بعد التحقيق أنها جاءت لتغتال أحد رموز السياسة في البلاد
الصحافة لم تولي موضوع الأسلحة أية أهمية
نشرت صورا للحقيبة مرفوقة بتعليقات ساخرة
السلطات حجزت الحقيبة
ووضعتها في متحف البلاد
توافد سياح شقر و حمر و سمر ليأخذوا الصور التذكرية مع جلدي
عفوا .....الحقيبة اليدوية الجميلة
صار جلدي مشهورا
بينما لحمي بدأ يتفتت
أبي يعود آخر الليل مبتسما
يزيل عني الديدان الشرهة
و يدهن لحمي بمرهم اشتراه من ثمن خمرته
يبقى بجانبي ساهرا و يفكر
أصبحت محبوبا من أهلي
حب حرف الألف من الأبجدية ..
حكاية جلد عربي أصيل بقلم صابر محمد تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 09 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.