مقيدون دائماً بالمكان والوقت يتجه إلى التلاشي الأكيد بقلم منى محمد سوريا



- إن هذا المكان غير مناسب للشرود 
- لماذا ؟
- لأن المدى يزدحم بملامح باكية وذاكرة مبعثرة مثل عصافير عمياء تتخبط في السماء
أَغمض عينيك الآن واتبعني ..
الطريق مائل فهل تستطيع التزحلق ؟
هل تستطيع أن تضم جسدك على شكل دائرة ؟
وأن تكون مستعداً للتدحرج بقوة في اتجاه الأسفل البعيد ....
البعيد ....
وحده الفراغ سيوصلنا إلى نهاية هذا التمدد الحزين
أين أنت الآن ؟
لاتضيع
لا تتخلى عن الضباب الذي يرفعك
الضباب لافتة تدلني على مكانك
لاتفلت خيوطي
لاتنكر ظلالي
لاترفض صوتي ... أنا معك
اتبعني
لن ألتفت إليك ...
لا تختبئ بين سطور الحكاية
لنمشي دون توقف ... لنجري .... لننزلق ....لنتكلم ...
لاتتشبث بفاصلة أو نقطة
لاتنحني لكسرة .... لا تشد على أصابعي
كم تؤلمني كلماتي .... وحبك
لاتهرب من شمس الأسئلة لتستريح تحت ظل علامة استفهام وارفة
تابع الطريق
موسم الأجوبة لم ينضج
و لن نقطف الدهشات الآن
أنا أمامك مثل سراب أظهر و أتلاشى ....
أظهر
أتلاشى
لاتتوقف
ولاتضيع
............
في البحر كنت سمكة مترددة ..
تحلم بالطُعم وتخاف من فكرة الصياد
..........
في الغابة كنت غزالة مصابة
لاتمارس الركض و الهروب ....
.............
هنا ....
حيث نمشي الآن
- هذا المكان غير مناسب للسكوت
- لماذا ؟
- لأن صوتي خائف ووحيد يحتاج إلى اللفظ والغناء ....
- أتمنى أن ينتهي صوتي قريباً ،
لأن الفراغ يضيق
والصدى مُتعب ..
- ماهي الأمنيات ؟
- إنها قيدي ... فهل تحمل معك مطرقة ؟
مقيدون دائماً بالمكان والوقت يتجه إلى التلاشي الأكيد بقلم منى محمد سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 23 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.