منذ المرآة بقلم نجلاء الرسول



// في رثاء الدموع ... صديقي الفنان نبيل طاهر رحمة الله تغشاك .... //

.
القادم من الصرخة
من شغب المشانق العلوية
من دمية بالها الانتظار
من حذر الصباحات
وغفلة الصياد
من سماء بلا أحد
من كل شيء إلا أنا
قد لا أحلم الآن بالمرآة
وبالطائر الذي يتفاءل بسوء الحظ
من غبار يتلف البراهين
أنا وجثتي توأمان
نتوحد ننفصل أحيانا
نغامر على الريح
إن وثقت بكفها
وسلمتنا لموتنا آمنين
فأي عمر تختبر
حين توقف الوجود قبلك
على شرفة تراكم الليل عليها
فخذ من الموت بوصلة التيه واذهب
لتمارس زوالك على إطلالة من الشك
ومهما يكن قاسيا هذا الذي يصعد منك
أو ربما
لأنني الحيوان الوحيد الذي مات حرا
أخوض هذا الغيب
ومن جبة الشعر يسقط ظلي المهمل
الأشد دمامة من الحياة
وحدك ستهديني أيها الشيطان
إلى وحول هذا العالم البارد
مثل ميت يتفقد أصابعه
كلما تذكر إصبع زوربا
وهو يرقص قرب البحر
أو تذكر الوقت الميت
على غصن يابس
أدوس اللغة منتشيا
تعصرني الخلوة الأكثر نبلا
من إيقاع فراغ يشبه نباح العراء
لم يمت أحد تماما
لكنني الآن أجلس بدوني
.
منذ المرآة بقلم نجلاء الرسول Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 01 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.