سيلقّننا الموت اسماءنا بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب


و يحدث أن نصير أرضا تضحك لكل هذا الهراء..
هكذا نعبر موتا ينتظرنا بلا أسماء، بلا عبارة، بلا فكة نرشو بها الحكاية كيما لا تذكرنا.
هكذا نحن حين نموت
نلهو بأسماء تتوجع حين تنتحلنا
نعود شجرا لا ذاكرة دونت أنها تذوقت
أسماءنا.
.
لحظة موت تكفي لمحو كل هذه اللعنة
يسيل من جيبها نسيان فائض عن اللغة
عن الحلم
نسيان يأكله الموت و الدود معا
بشراهة تشبه
أنياب ذاكرة جائعة..
هكذا نعبر اللحظة..و نقيم في الموت.
.
لكثرة ما تمردت علينا كل الأسماء
جذبنا إلى فراغ هوياتنا كل الحروب...
و تسللنا إلى ذاكرة الموت.
كان يحفظ أسماءنا اللعينة
تلك التي كنا نكتبها بلغة واحدة.
.
كان ينبغي أن نموت
هكذا نتمكن من ارتداء ثياب دافئة
و الحصول على اسم أخير.
هكذا سيكتبون على شاهدة قبرك
ثم ينسون.(1)
.
لا يذكرون ذاك الذي صار لحمه نباتا بريا..(2)
لا يذكرون أشياء كثيرة هناك
لا ضير...
تلك الحكايات المنسية
لا ذاكرة تبكي لأجلها.
..............................................
(1) مات اليوم بمركز خيري..
(2) مات قبل 7 سنوات بنفس المركز الخيري. ظلت جثته مرمية خارج سور المركز خلال كل فصل الشتاء. لم ينتبهوا لغيابه إلا بعد شهور، حين وجدوا جثته، كانت قد صارت حوضا للنباتات البرية....
سيلقّننا الموت اسماءنا بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.