فطنة الديك غير مبررة بالأدلة .بقلم فتحي مهذب تونس


وأنت أيها الديك
الذي يجلب الحظ للحديقة.
ويلعب النرد مع الصيرورة .
يوقظ زيزان القباطنة.
فتبكي القوارب في اليم.
ويشك الغرقى في جبروت القاع.
وأنت أيها الديك..
الذي يزيح الغطاء عن جوقة النائمين..
الذي تدمع عيناه أمام جثتي المتفحمة..
أمام سريري الذي شوهته حروب النساء.
الذي ينادي سكان الأبدية ..
الأسماء التي تبخرت في النسيان.
ينادي البستاني لتهدئة الأزهار .
ينادي سائق الغد لتهريب الأرامل
من لذعات القراصنة.
ينادي القمر ليقلم هواجس الضفادع في البركة.
ويمتطي دراجته الهوائية.
الذي قاوم من أجل كنوز الضيعة..
الذي تتساقط أوراقه..
الذي يعض أصابعه من الندم.
الذي يمدح كتيبة النهار.
لابداء زينته في القن.
الذي يقطع ثعلب الوقت عرفه الملكي
ويكسر أغصانه في العتمة.
الذي ضيع تاج حكمته في الرغام.
وأنت أيها الديك النابه.
غدا سيغشى الثعلب
قن الجسد ويكسر أغصان الروح.
يمرغ الهواجس في الوحل.
حاملا ما تبقى من أنقاضي
مستفردا بجرار العسل.
فطنة الديك غير مبررة بالأدلة .بقلم فتحي مهذب تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.