في مخيال دودة القزّ أقيمُ .....بقلم رشيدة المراسي / تونس
في مخيال دودة القزّ أقيمُ
منذ بداية تاريخ الموت جئتُ
من سلالات لفظت أنفاسها
ونسيت تواريخ ميلادها
من عند نقطة الصفر
جئت من ركام الأوراق الصفراء
من آخر خريف لاذ بجذع شجرة
وتوارى عن الرؤيا
منذ آخر قدم معلّقة في الفضاء
جئت حافية
أبحث عن مأوى للقمر
وآخر لسنونوات بيضاء
جمّدها برد كاليننغراد Калининград القارس
وطاردتها خيول الشتاء
كان الغياب راحلة وهجرة
والجسد مركبة فضائية معطّلة
في رحلة محمّلة بحطب المراثي
من وحي التراب صنع الدلو ماء
من فيض الحنين أصيبت
عاصفة الشوق بالهذيان
ثم اهتديتُ
هكذا تكلّمتُ: في عهد القهر صبية
وأومأتُ ببصري إلى أسراب النمل
أن تقتفي أثري
وأنا في سبات الإشارة أترنّح
في مخيال دودة القزّ أقيمُ
وأفنى ذرّة فذرّة
ألوذ بيد خزّاف أنشد الطين
للمراعي
من كفّ أرملة أطلُّ بعنقي القصير
وبعيون حادّة
أبحث عن وليد ضائع
في رحم دمعة
أقتفي شهقة الطوفان
يا كلَّ ممالك النحل
والنمل
آمنة مقامات الحرير ..
وهذا الشوك محاجر عتيقة
حضنُ القشّ خفيف
كنه الشعر حجر وزاوية
لا طير يحجبه الشراع
إذا كنت شاعرا/ شاعرة
يُحبّ/ تُحبّ التيمّم بتبر اللغة
فاختر/ اختاري قميصا فضفاضا لكلينا
فالشعر يفيض عادة
عن مقاس الحاجات
كما الجسد/ للفناء
الروح/ للمفارقة
كما العادة/ للغرق
إذا كنت/ كنتِ في حلّ من قدر التراب
فاختر/ اختاري نبيّا من ورق
يجيد لعبة الحلول في الزمن الما ـــــ بعد
فإنّ البداية عثرة
والنهاية زاوية
وهذا الطريق ورق لفّ من دانتيل
في مخيال دودة القزّ أقيمُ .....بقلم رشيدة المراسي / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
15 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: