لا أقبّل يد عراّف ........رشيدة المراسي / تونس
لا أقبّل يد عراّف
ولا أنحني للسدرة
أحب أن أمر بجانب شجرة التوت
أشدّ أزر أوراقها
وأوشوشها: أن الجمال في الأخضر
..
أنا شجيرة بريّة
تقلق كثيرا من تقلّب المواسم
ولكن أبدا
لا أقول للرياح : لست أدري
*
لوركا أيها السعيد
كيف احتلّني جرحك..؟
هذه شمس الصباح الحارقة
قد أغرقت نجمة الجنوب
في فنجان قهوتي
وأنت كما كنت
ومازلت تنشد وتغنّي
وتناديني باسمي
وسط هذا الحشد الهائل
من السراب
من الخراب
*
لن أترك لهم شيئا
يسد رمق الغياب
سآكل جميع حروفي
وكلماتي
التي مضغتها بتأني
طوال الطريق
ما بين تونس
ودمشق
وسأقتلع آخر أسناني اللبنية
وأمضي
*
نسيت حين
انتقلت إلى مدينتي البعيدة
أن آخذ معي صديقي
في رحلتي الجويّة
كانت جثته ثقيلة
من شدة النعاس
وثيابه لاتزال معلقة
على حبل الغسيل
فلم يكن بوسعي الإنتظار طويلا
أوأن أفسد عليه أمن راحته
*
أستقبل بؤس هذا العالم
ببراءة طفولتي ..
وبيدي ألعابي النارية الوهمية
أشيّد منازل من فخّار على الشاطئ
دون أن أضرم النارفي قبابها
أطوف بالمجرّات
أبحث لجدرانها
عن لون سماوي
ونجمة بحرية
تخلّد ذاكرة الحلم
كموجة في عرض البحر
تحتفظ بأسرار جنونها
*
العالم أكثر جمالا
مما يتخيّلون
الشمس أراها
تشرق كل صباح
وتأتي إليّ على هيئة قصيدة
من عالم يفيض بالأسرار
وينشد للوجود
لا أقبّل يد عراّف ........رشيدة المراسي / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
17 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: