من أين يجيء الشعراء؟ بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب



كل هذه الخيول التي تركض في رأسي الصغيرة
و لا عرق يتصبب من الذاكرة.
كل هذه الخيول
و لا حلما واحدا أمتطيه كي يقلني إلي.
..
..
كل هذه الحروب التي حملتني
و لا واحدة عشقت بطاقة هويتي و أقامت.
كل الهويات التي ركضت خلفي كانت تحمل صفة :
" بدون حرب ملونة "
كانت ندوبي تسيل دائما
بالأبيض و الأسود.
..
..
أملك في الجراب أشياء غريبة :
حزن صدئ لا وقت له كي يسبح في السوائل المطهرة.
عينان قديمتان لم تتغير بعد نظرتهما الى لون القمر،
و ناي يدعي أنه يدي.
كان فمي لا يتقن العزف.
..
..
لي تحت السرير الحديدي
كتب من خشب
هكذا أجد سببا لكل أدوات النجارين في بيتي
كأن أنشر لغتي..
بعد الغسيل
و أقرأ سيرة الشعراء بلسان مقطوع من شجرة.
..
..
تحت السرير الحديدي دائما
أخبئ عن أعين المتلصصين
حكايات الطفل اللئيم جدا
و أثر القطط التي قتلت
و بيت عنكبوت لا يقاسمني كتب القراءة..
..
..
نفس السرير الحديدي
يعربد علي ليلا، و يتبرج أمامي بحكاياته عن بئر
يخبئها و لا أراها.
كنت أتسائل من أين يجيء الشعراء الذين ينطون من حمرة عيني كل ليلة ؟
من أين يجيء الشعراء؟ بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 31 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.