لم أكلم نبيًا قطّ بقلم كرم زيادة فلسطين

لم أكلم نبيًا قطّ
صرتُ مجازيًا بالصدفة
قبل أن أتعثر بالخطى و الأمنيات ؛
ماذا لو لم نكن هنا الآن
أين سنكون ؟
ردت قائلةً
سنكون آخر زهرتين في الربيع
و أول قُبلة تحت المطر ؛

ماذا لو لم نعرف الله
من سيُسير لنا الطريق نحو الحب ؟
و من سيغفر لي حين أقول
وداعًا بيدٍّ من وهم ؟
ماذا لو لم نعرف الله
كيف سنمشي حافيين في الليل
و نحن نحاول أن لا نصل !!
من سيعري الوقت من معطف الركض
حين تقترب يداك من فرك عينيك الناعستين ؟
ماذا لو لم نعرف الله
من سيفتح صُنبور الشِّعر
حين تمرين خفيفة
مثل السحاب
و من سيرصِّعُ دفاتر الحزن في الرف الاخير من العمر ؟
لو لم أعرف الله
لأقترفتُ أكبر سيئاتي
و هي لفُّ الفراق بشريط شفاف
و حرقه عاريا أمام الريح
لو لم أعرف الله
سأقول أحبك
حتى أرى وجنتيك تذوبان
مثل قطعة سكر سقطت للتو
في كوب شاي متوسط السخونة ..

و لأني عرفت الله
فقد دلني على أسرع الطرق إليك
هي أن أختصر يومي من البداية
و أحلُمكْ !

بإمكان أعمدة الإنارة أن تصمت للأبد
لو أعطيتها فرصة للكلام لدقيقة واحده
و أنت تسند رآسك إلى النافذة
بإمكان القمر التوقف عن الركض
لو لم ألمحه و هو يلاحق نجمة رفضت قبلة ما قبل النوم
بإمكان الهاتف أن يكتب لوحده
لو تركتُه يكبر وحيدًا في العتمة
بإمكانك التوقف عن كل هذا
حين تبسملَ بالأحبك ...