أقرؤكِ.......بقلم حسن العداي / العراق
في أكثر الأوقات شرودا
ليست أشدّها
في عالمٍ متّسع
متسع حتى في جيبك
في غرفة نومك
في صالة بيتك
المشرف على مهزلة المأوى
والسكن العشوائي
في شارعك اللامعبّد
في موقع عملك الأكثر سوريالية
من لوحات سلفادور دالي
أجدني
ليس على ما هو كان عليه
دونما أشاء وأنا...
أقرؤكِ
أرى
ما تنسجه يداكِ
أسمع
ما تهمس بهِ شفتاك
ِ مفسرةً حالات العطش القصوى
ما تقوله سطورك المشتعلة
بذاتها في ذاتها
اذعانا لأعماق الرغبة
في إنارة المجهول
وستر المكشوف
الرابط ما اعنيهُ وتعنيهِ
حذراً من مكر عيون الضفادع
فما تؤشّر اليه اصابعكِ
المنحوتةِ من رخامٍ ابيض
يغنيني كثيراً عن كلام
لا يصمد عند النطق
أقرؤكِ
فأرفع ثقلي عن أرصفة الضوضاء
بأرجوحة نشوةٍ عملاقة
تسرّبت خلسةً
إليّ..
في عمرٍ معلّق
في وسط خيطٍ
بأصبعي مجنون وعاقل مهذّب
قراءتك
تخلع عنّي
طرق القراءة المعتادة
يستيقظ فيّ الفتى الصباحيّ
الملتحف بليلٍ أشعث
مبتور الأطراف
يتصرّف مع من حوله بقلب مفتوح
تجهل ابوابه عتلة الأغلاق
يكسو الزهو زهواً
ويضع للنسيان قدمي راقصة باليه
وينجذب مبحرا حيث لا أراني
على انغام سمفونية الدخول الى الجنة
يقوم بتنفيذ رغبة مكبوتة
وبحركات صبيانية
ينتف ريش طاووس لا يشبهني
لا مبالياً بالنقد المرائي
ولا منشغلاً بمن جاء
أو بمن ادار الظهر لي وغاب
دون ان يصافح كفّي
المثقوبة بعين أمرأة
لا تجيد قراءة قصائد فروغ فرخزاد
وأثقلُ قدميّ حجرا
لأكون على استعدادٍ مقنّن
في تحقيقٍ مؤكّد للربح
في تجربة غير مؤهّلة
في بدْء احصاء الوان اشواق معاصرة
تستقلّ سيّارة أجرة مختطفة
وأن اجتاز من لا مبالاتي
خطوطآ حمر
أتّخذُها أوتاراً للعزف
الى الذي ظلّ طائرا
دون دعوة للاقامة
ولو على غصن مكسور
أقرؤكِ
متأبّطاً أنفاسى
المتكلّسة بالصُفْرة الثقيلة
أقبضُ أكداساً من نبض حروفك
المتسيّدة بسطوة جرأتها
تنزاح عن كاهلي
حُطام ما تركته
ببغاوات عجاف
يلدْنَ أصناما
ً تتعاطى شهيقاً وزفير
ولكي لا أقع تحت طاولة التأويل
إن للاسرار مطامع
تجعل للنوايا المبيّة اقداما كاذبة
وتسْودّ لها شفاه
وإنّ للانهار ضفاف
يحرسها جنود منعاً لألتقاط الصور
وإن للضحك معان معكوسة
تراود ذاكرة جورية بيضاء
أكثر طراوة من ابتسامة سيتا هاكوبيان
وأقع
في نبش ما أُستغلق
في محاولة إيجاد ممرّ للخروج
أنفلت من مواقف الشبهات
بكامل صحْوي المستبدّ
النائي عن قطف تفاحة غوايته
غير مكترث
إن لم أذُق للغفوة طعما
وهي تنقلب سباتاً
ممّا أعلّل لكِ رغبتي
في دعوتكِ مساءً
الى مسرح عبثي
أقف على خشبته
أقرأُ عليكِ
ما لم أقلْهُ لأحد
ولم أكتبه بعد
وقبل ان نفترق
أقول لكِ
لا تجدّي في السؤال
عن مكامن ضعفه
لتطرقيها واحداً واحداً
أطغاث أحلام
تبحث لها عن أثر
من الممكن أن تأخذي قبضةً
من طينته
تحتفظين بها
للولوج في هوى
يمنح أبجدية نقاوتهِ
للسطور التي على وشك ولادة متعسّرة
وأقول لكِ
إن يداً متحجّرة
حُطّت على كتفيّ
تصطحب مرآةً ضخمةً دوّارة
أتعرفين لمن...؟!
إنها لضيفي... غيرالمرغوب فيه
لا أحسن استقباله
سوى بتحيّات خرساء مبعثرة
أنظر إليه مليّاً
لا يعبأ بي
فيلصق على عينيّ
ّ عدساتٍ قاتمة مصنّعة
كوجههِ.. أيضاً غير المرغوب فيه
لربّما أتوقّف قليلا
أو كثيرا
لكن في الآخر المتكرّر
أ
ق
ر
ؤ
كِ
ممّا لا بُدّ منه
أقرؤكِ.......بقلم حسن العداي / العراق
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
02 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: