على عجل ......بقلم هيثم الأمين / تونس



على عجلٍ
تحطّ الطائراتْ
على عجلٍ
تقلع الطائرات
في
و من
مطار قريتنا
فلا وقت لديها لتمارس الضّجر على شطآننا الصّخريّة
تترك لنا
وجوها لا تشبه وجوهنا في شيء
و وعودا جديدة بالحضارة و بالحداثة!
قريتنا
مصابة بفقر الدّمْ
لهذا لا قطارات تعبرها
فالقطارات تحتاج للكثير من الحديدْ
و نحن، أيضا، في قريتنا.
لا عربات تجرّ الوقت الثّقيل لمصانع الفرح
و نحن أسماك غير صالحة للتصدير
لهذا يستهلكنا السّوق المحليّ، بشراهة، لسدّ الفراغات في عظامه الناشفة!
أنا
مازلت أنفخ في صفارة قطار
يلوّح لي من الضفّة الأخرى و يمرّ بسرعة صرخة لا أحد يسمعها
و أتلو، كلّ يوم، جرحا جديدا على مسامع ليل أدمن العبث بخصيتيهْ
أنا
أشبه قريتنا كثيرا
فشطآني صخريّة
عليها منارة تحذّر السفن من الاقتراب
و أعاني
كقريتنا
من فقر الدّم
و أدخّن كثيرا
كقطار يعمل بالفحم الحجري
على عجل ......بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 28 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.