أشياء في جيبي بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب

أحمل في جيبي، أوراقا لا معنى لها، سجائرا مقيمة دائما هناك بلا سند إقامة. دبوسا قد اهترأ سنه الحديدي، مفتاحا أثقل من ذاكرة قفل إلكتروني.

.

أحمل أيضا طرقا كثيرة بنيتها هنا و نسيت لماذا. مازالت تلك الطرق تقيم في جيبي باحثة عن كلمات تعيدها إلى العاصفة.

.

أحمل في جيبي الآخر مفكرة قديمة، لا فائدة منها في زمن الكيبورد؛ لكنها هنا ، تأبى أن تغادر.

.

أحمل أيضا، و يا لتفاهتي، فراغا أثقل من كل هذه الأشياء.

مازلت أتساءل كيف طويت كل هذا الفراغ في كمشة يدي الصغيرة و دفنته في جيبي الفارغ تماما إلا من أشيائه الوفية و بلا معنى.

.

أحمل أيضا فيه رأسي حين تكبر علي و تنتفخ و أصير غير قادر على النظر إليها بحالتها السوريالية، أضغطها بين أصابعي و أدسها تحت الفراغ المدفون...

و أبقى بلا رأس...يا لخفة الحماقات التي تدعي أنها رأسي.

.

أحمل فيه قدميّ

أبترهما و أدسهما تحت رأسي الكبيرة التي دسستها تحت الفراغ المدفون..

أبترهما كلما أرعبني مشهدهما و هما يصيران أكبر من راسي..

.

أحمل أيضا هناك ، أشيائي الأخرى

تلك تجعل رأسي تنتفخ و تصير بطيخة مأساوية النهاية

تلك التي تحرضني على طي كل الفراغات الكثيرة و دفنها كي يصير العالم فراغا واحدا.

تلك التي تجعل قدميّ تأخذان هيئة جبل سحري كلما تجشأت في داخلي كل الطرقات..

أحمل ذاكرتي اللعينة ...

أدفنها في جيبي ..

و كطفل وحيد و تائه...

أبكي.