خلف الحاسوب......بقلم نسرين المسعودي / تونس




خلف الحاسوب ... يبتسم   وجهي الشاحب
  و يتدلى   صوتي  بالأحلام   ....
تؤنسني  الأصابع الزرقاء القصيرة
 تسعدني   القلوب  الحمراء

أسكب امراة بكل الألوان
 اعزف الفصول   
كسنفونية هاربة 

تبحث عن كينونة راحلة .....
 مساء عابر خفيف الظل يمطرنا بالأحباب

 كطابور الاشباح
نفوسا تشبهنا
تشبه تفاصيلنا  ....

في حقيقة الأمر نحن لسنا على مايرام
نحن لسنا أؤلائك الأبطال
 ندرك أننا عالقون بالوهم
و لكننا نتشبث بالصور

  نسعد جدا كالأطفال
 حين  يخلع الجبن لحافه
و يخدش الصمت حياءه
و يشق الألم سطوة قميصه
نهرول بشوق  نعتكف ...

محرابنا  اليتيم بقداسة
 فيه نبكي دون عناء
 دون كبرياء
دون ضجيج
نقبّل العذارى
 ننجب القبائل
نصنع المثالية
 نلطم الأوطان 

نخبر العالم
 بجرائمنا المخيفة 
نسرد أدق التفاصيل
نرثي احبابا تركونا
و آخرين في الطريق

 ننسلخ من النفوس
 كأجساد  مشوهة

خلف الحاسوب
لوحات وردية
و رسائل ود
و قلوب مشعة كالنجمات 
ملحمة لا إله فيها ... لا حكم فيها
لا أحد هنا يعلم 
ملامح أبيك .....أو عطر أمك
 أو حجم خيباتك ..... أو زقاق مدنك
  لا أحد سيسألك 
 عن غرفتك الحزينة
أو رصيدك البنكي
نكستك العقيمة في  جوفك
  لا عيب فيك

تعتزل  هنا
سخافات الوحدة
   أخبار الثامنة مساء
 عدد القتلى
 أحزان المتشردين

تلتهم ومضة من السحر
 برهة من الحياة
تلامس السماء و ترقص على نقر حاسوبك
و رنات وعودك
تحتضن العبارات كالقبلات تحتسي نبيذها
يمر اليوم بنبض متواتر كأجراس الكنائس القديمة

هنا الأموات  .......
هنا الأحياء   .......
هنا حياة لا تشبه الحياة
خلف الحاسوب......بقلم نسرين المسعودي / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 19 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.