طوبى للرقص بقلم حواء فاعور سوريا

خفيفة اكثر من الريش ..
وداخلي كهف فارغ ..
لاصوت ولاصدى ..
ضجرة ..
أتعرفون مامعنى الضجر ؟!
حين نصل إلى نهاية الأشياء والأحداث كلها ونراوح منتظرين أن يصل الآخرون ..
الآخرون الذين نعلم أنهم لن يصلوا أبدا ..
هكذا أراوح في محطة فارغةمن القطارات و لاضوء في آخر السكة ..
واخدعني بقادم يمسك الضوء ويجره خلفه
وأنا على علم مؤكد بهلاميته أمد يدي ..
فأصير كائنا يؤلمه وجوده ..
هكذا أنا ..
أعرف النهايات وأبدأ ..
ليس على كاهلي حمل وكتفي يؤلمني وكانه يحمل العالم ..
عالم مسخ ..
أحاول فيه أن أمرن نفسي على منع الآخرين من احتلالي ..
وأبعد عن رأسي فكرة حسدهم لأنهم ليسوا مثلي ..
أهرب للتفاهة ..
وأعرف أن ما أهرب منه يتعمق في داخلي أكثر ..
أتأمل الكون الذي امتلأت به حد التخمة ..
وابتسم ساخرة من تفاهة وجودنا ..
لا نكتة تدعوني للضحك كالوجود ..
دوائر ماء تتوسع وتتلاشى خلف روحي المعطوبة ..
روحي الرطبة حد العفن ..
مقاطع متفرقة من الموسيقى والقصائد ..
شواهد لقبور أحلام كانت تعني لي ..
يا إلهي ..
كيف صرت خفيفة الى هذا الحد ؟!
كيف توقفت عن انتظار اي شيء ؟!
كيف وصلت باكرا إلى يقين أن كل شيء هو لاشيء وان اللاشيء ثقيل وأثقل من جبل حزن ..؟!
أتعرفون مامعنى الضجر ؟!
وما معنى أن أكون ضجرة وكهفي فارغ واقف في محطة لا قطارات فيها ولاضوء ولا استطيع ان أغادر ؟!
طوبى للرقص 
طوبى للرقص 
طوبى للرقص ..
أتمنى أن لا تعرفوا معنى الضجر ..