شيء ما يستحق بقلم رضا احمد مصر




شيء ما يستحق
أقولها لقطة تضحي بروح رائعة لتجاري انحياز الهواء للطيور.
..

في منتصف جبتهي عين، وفي الأول من الشهر القادم ستنضم لها أخرى سأجد لها مكانا في مؤخرة رأسي وشيئا أكثر زرقة تراه وسط هذه الغابة؛ على الكاميرا التي تراقب نموي أن تمهلني بضع أيام ربما أقتني عيون أخريات وربما فمًا أكثر أتساعا من الجوع الذي تخلفه رائحة فريسة وقعت في شباكي.
..

تقول أمي أنني سأصبح عنكبوتًا ناجحًا طالما أهتم بشؤوني الخاصة لذا كنت موقنا وأنا أتناولها أنني سأكتسب الكثير من الخبرات التي طالما أخفتها في لحمها الطري.
..

على الجسر أن ينهض من رقاده
أو يتمطى قليلا
سأساعده وأسقط
أين من ذاكرة أخشابه تلك الشجرة
التي كانت تنفض من رأسها العصافير
حين تصحو؟
..

تحاصرني مدن قديمة
كنت فيها رجل أمن أو رجل آمن لا أدري
ولكني عرفت أمي حين وجدتها
تستر بسرب ذباب لتمر من أمام حمقى آخرين غير أبي
كانت سيدة فاضلة
أو جائعة تنظم وقفة صامتة في طريق ذاكرتي
لأعبر مطمئنا إلى سيرتي المحذوفة من كتب الأطفال المؤدبين
مع كيس قمامتي ومخاوفي
أنا الآخر.
..

أنثى جيدة الصنع
روحها مثل سقف بوص تستطيع أن تستظل به قليلا
أو يخدش حواسك بنواحه المكتوم عند هبوط أنفاسك به
أو أثناء تكور القمر لديكة وذئاب تتبع حصتها من الحكايات القديمة،
ترقد أسفله امرأة حائض أنكرها رجلها وانتزعها من حضه،
يقول الدرويش:
-وهو الذي جلس فوقها يوما-
كثير من الحصي في عينيها
ليس من السهل أن يقيم هذا بيتا
أو يسقط على أرض تسمع نداء الأبناء،
النظرة غيرت كل شيء؛
الحصى صار لآلِئ
على أحدهم أن يغيث المتبقي مني،
نظرة واحدة وشرب البحر من جسدي
وتجشأ قراصنة صغار
ونوارس تحوم حول جثتي.
..

مررت بأوقات أكثر من هذه وحدة
كنت أخضب يدي
بالنور
لأدرك أن الشمس نفسها مرت من قبل بمزارعين القطن من الجهة الآخرى
وأعانت اليرقات الضعيفة على أكل بعضه،
شيء ما عادل في حكاية تبادل المنفعة هذه؛
طالما الملك سيرتدي سروالا ممزقا على مؤخراته
وامرأتي الجميلة
ستبيح لصدرها فرجة تتأملها عيني ببعض التنهدات؛
آه لو كنا معا في الزريبة ب
عد غياب الشمس والإصلاحيين من فوق كتفي.
..

لا أحد في يومي هذا
سوى الطفل الذي يجر جثتي لحضن امرأة غريبة،
الشاب الذي نقعها مسبقا في النبيذ،
المسن الذي غمس خلة أسنانه في عيني
كي ينزع لحما قديما لشبابي البائت
والنظرة التي طافت بجسدي عدة مرات
قبل أن توقظ في زوجتي مهام التحري
أطمئنها ككلب أليف:
ملابسي عزيزة عليّ أنا الآخر
أفتشها كل مساء ولا أعثر عليّ فيها.
..

لا شيء يستحق هذا الهوان
الملك سوف يمسك بالمطرقة في النهاية
ويريح عظام العساكر والخيول من أنين الحجارة
أثناء التتويج.



شيء ما يستحق بقلم رضا احمد مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 16 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.