جنون امرأة من تعب بقلم مروى بديدة تونس


في الصباح حين تجدني أمامك ...
دون تكلف و لا شعر مصفف 
و لا فستان من الستان مفتوح على صدري
ضع يدك على كل أحزاني العتيقة
أحبك بالقلق و النعاس الصباحي 
و الستائر التي لم أزحها بعد عن النوافذ الراقدة
بالسوتيان الصغير الملقى فوق السرير 
أو تحته ...
نسيت مكان أشيائي التي لا أعول عليها 
تشغلني كثيرا الغابات التي ليست لي 
لكنها تنبت بسرعة في دمي ...
في دقيقة واحدة أيها الرجل القوي 
عليك أن تجرب كيف تكون حطابا و بستانيا 
دون مناشير و لا مقص ... 
البس خوذة و تدثر جيدا ...
حين تسقط في عروقي أو يصيبك البرد ...
تذكر أنني أحبك لكنني متعبة ..
المتعبون يربون الغريق و يصقلون الجليد جيدا..
الى أن يأتي أحدهم يلقنهم خذعة النار و السطح
هو الحب دائما حريق في الدم ...
لأن امرأة مثلي و رجلا مثلك يجتمعان ...
كل رفيقاتك 
صاحبات المؤخرات و الحلمات الشهية...
لن يخلقن لك دهشة وحيدة...
من الدهشات التي أخلقها أنا في منتصف الضجر
ببيجاما و سيجارة في يدي اليسرى 
و كوب من الشاي في اليمنى ..
و هذياني الصباحي البذيء أو الملتزم جدا 
يمكنك أن تجد السكر و رحيق الورد 
في حوض الاستحمام ...
لتعلم ان امرأة مثلي كانت تستحم واقفة 
يغازل الماء ظلالها و جلدها الذهبي ...
للماء لعاب يسيل و يصبح التدفق عنيفا 
حينما يتحمم العابثات ...
اللواتي لا ينتقين ملابسهن الداخلية بعناية 
لأن أجسامهن من المرمر عارية كيفما تشاء
الإغراء حرفة الرخيصات ... 
أما أنا فلا أزال بقلب بحجم السماوات ...
يمكنه أن يحتمل هفواتك و حماقاتك ... 
إلى غياب الشفق و بداية الكارثة...
حيث يقذف البحر كل حكاياتنا 
مع الدلافين الصغيرة الهالكة و المحار الممخور
كي نلتقي في زمن آخر بلا خاتمة 
نعيد ذات العبث ! 
جنون امرأة من تعب بقلم مروى بديدة تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 20 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.