كأني أحرق التاريخ... بقلم محمد السعداني المغرب


ليوم مولدي أجراس خرساء
لا تعترف بلغة الموسيقى
و له ذاكرة مثقوبة
لا تحفظ الأسماء ولا التواريخ
وله أيضا
مآذن...
وصلوات...
وبيع...
تصادر قلوب الحائربن بلا صكوك
وتبيع إيمانهم بسوق النخاسة
كالمستلب ...
يروق لي أن أسير إلى نهايتي
وأنا أصفق و أقهقه
أنا لا أجيد العد
وكل الأعداد المتسللة من عمري لا تعنيني
هكذا علمتني أمي:
يا ولدي افتح صدرك للحياة
وواجه حراب العمر بقلب مفتوح
إياك أن تسمح للأفق المسدود أن يكسر خطاك
وإياك أن تنام على زند الأيام فتحاصر مداك
يا ولدي لا تطعم عاطفتك بالمجان لعابر سبيل
ولا تطلع النرجسيبن على مخابئ أسرارك
كن أنت...
ولا تسلم رقبتك باسم الحب للخونة...
يا أمي...!!!
أنا الآن لست أنا...
فهل خنت وصيتك ؟؟؟
يقولون إني بلغت من الكبر عتيا
وإن ديني من أساطير الأولين...
لا قلب لي بعد الآن...
فكل الذين وأدوا عاطفتي حية
لا زالوا يتأبطون أورادهم
ويجوسون في البلاد...
يصنعون من تراتيلهم المقاصل
ويلوحون في عناقهم بالمناجل
أنا لم أكبر ولن أكبر...
فعاطفتي خارج العد
وفوق منطق الحساب
هكذا ولدت وهكذا سأبقى
وكلما اقتفى الزمن أثري
وجهته شطر اليباب
أيها العمر الراحل
لا تضع سواطيرك على رقبتي
ولا تذكرني بتفاصيل أيامك وثوانيك
وحدي بيوم مولدي
وكأني أحرق التاريخ
وأضيف كل الأزمنة لعمري
لأفتح عهدا لا ينتهي
وأتمرد على ضعف التراب
هأنا ذا يا أمي
ما زلت طفلك البكر
أرضع منك الخلود
ألعن كل العابرين
وأبصق في وجه الذين طرقوا أبواب محبتي
فوشموا في جدران القلب أولى حروفهم
ورحلوا....

كأني أحرق التاريخ... بقلم محمد السعداني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 23 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.