رسالة لمغادر بقلم سلوى اسماعيل سوريا


حين لامستني نسمة صباحية
اخبرتني سرّك وذهبت
انزلقت من سريري المطري المبلل بعبقك
ك طير تعب من التحليق
احتضن غصناً بابساً مرميا على حافة حلم 
يرتجف من الشوق والوحدة
تذكرت الأحاديث الباردة التي بنت سوراً شائكاً حولي
حضنت ظلي ك بيت قديم بستنجد بساق سنديانة
لتسنده
وبين ضلوعي تئن الغابات بألم
أه أيها المغادر بكل هذا الخواء مازلت ممتلئة بك
اتحرى خطاك في زقاق حارتنا المشبع برائحة الصنوبر
مرّت بذاكرتي كل ايام اللقاءات الحذرة
همسات تنقلها شرفات الليل 
جدار أخرس نطق 
حين رسمت عليه قلباً يحضن حروف اسمينا
الرسائل الورقية الملتفة حول حصاة 
آخر الليل زجاج نافذتي تنقر
في تلك الأيام كان لكل فتاة سرّ
وبريق في عيون القلب يشّع
وخدود بتويج وردة تدعك قبل كل لقاء عابر 
في زاوية منسية لمدينه تغفو على شذا الريحان وازهار البابونج والزعتر البري
ايها المغادر 
دعني اخبرك سراً
امراة جُبلِتْ من عبق النسرين ونار ونور الجبل
لن تُهزَّم.
رسالة لمغادر بقلم سلوى اسماعيل سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 20 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.