ممنوعة من الصرف بقلم رشيدة المراسي/ تونس
أتمدّد على الحرف
فتكتظُّ أبجديتي بعنبر الشوق
أنثر المسك على جبين الفجر
أطوي صفحة من القاموس المحرّم
وأقف وجلة في انتظار مساء جديد
يعبّد الطريق إلى الأوهام
ليس غريبا أن أتنكّر لعاداتي
فكل الصفات الحميدة في قواعدنا اللغوية
ممنوعة من الصّرف،
قطعوا حبلها السرّي
وتعلّقت برحم الشهوة سفاحا
لكنني في عرف أهل الجن
أجيد تقمّص لغة الأرواح
فعادات أهل الحيّ لا تدلّني على أنسابهم
وفصيلتهم الأنسية
أقطع المسافات كل يوم وأسافر بعيدا
في رحلة غير مسبوقة إلى عالم الكون والفساء
وأحيانا أسترق السمع
إلى حديث نجمة مارقة في الجو
وهي توشوش الليل وتراوده عن نفسه
أقتفي أثر نبرة غزلية خافتة لموعد مخاتل
أقعد بالمرصاد أفكّك شفرة دهرية
تشبه طقوس أهل الأرض
ذات رحلة لوجهة غير معلومة
أزقُّ طيور الليل فتاتها
فتنثر على كفّي أمنياتها
ليس غريبا أن تأتي إليّ الطيور بأسرارها
وقد استشهد سليمان الحي
عند سماعه قصة بلقيس اليمن
وغراب الإخوة الأعداء
مازلت أخبّئ في جيبي بعض أسرار لغة الطير
فأنا لم أُفش جميع رسائلها بعد
كل رسالة بالأصل كانت غيمة
وتتحوّل تدريجيا مع مرور الوقت
إلى كائن غريب
ليس غريبا أن تأتي إليّ بعد ذلك
على هيئة النملة،
فأضطرّ أن أحفر عميقا
في سراديب معتّمة
التحليق جوّا أكثر أمانا
من الغوص في عالم القبور
أنا لست بشاعرة
ولكنني حين أعانق الحرف
تفيض ذكريات العشق حُبلى
فتغرق حنجرتي في ملح البكاء
وحين ينبت مارد الغيب على كاحل الليل
تحضرني آلام المخاض
يحرّضني وجع الحلم في سقف الحرف
على الولادة
تفيض اللقاءات العابرة من مقلتيّ
مرج سنابل قمرية
يضطرب قلب الفجر
أكتب بعنوان لغة جديدة
أنا لست شاعرة لكنني
أدوّن تاريخ الهجرة
باحثة فيه عن قِبلة
عندما يخرج الليل عن صمته
ويترك مكانه لنشيد الطير.
فتكتظُّ أبجديتي بعنبر الشوق
أنثر المسك على جبين الفجر
أطوي صفحة من القاموس المحرّم
وأقف وجلة في انتظار مساء جديد
يعبّد الطريق إلى الأوهام
ليس غريبا أن أتنكّر لعاداتي
فكل الصفات الحميدة في قواعدنا اللغوية
ممنوعة من الصّرف،
قطعوا حبلها السرّي
وتعلّقت برحم الشهوة سفاحا
لكنني في عرف أهل الجن
أجيد تقمّص لغة الأرواح
فعادات أهل الحيّ لا تدلّني على أنسابهم
وفصيلتهم الأنسية
أقطع المسافات كل يوم وأسافر بعيدا
في رحلة غير مسبوقة إلى عالم الكون والفساء
وأحيانا أسترق السمع
إلى حديث نجمة مارقة في الجو
وهي توشوش الليل وتراوده عن نفسه
أقتفي أثر نبرة غزلية خافتة لموعد مخاتل
أقعد بالمرصاد أفكّك شفرة دهرية
تشبه طقوس أهل الأرض
ذات رحلة لوجهة غير معلومة
أزقُّ طيور الليل فتاتها
فتنثر على كفّي أمنياتها
ليس غريبا أن تأتي إليّ الطيور بأسرارها
وقد استشهد سليمان الحي
عند سماعه قصة بلقيس اليمن
وغراب الإخوة الأعداء
مازلت أخبّئ في جيبي بعض أسرار لغة الطير
فأنا لم أُفش جميع رسائلها بعد
كل رسالة بالأصل كانت غيمة
وتتحوّل تدريجيا مع مرور الوقت
إلى كائن غريب
ليس غريبا أن تأتي إليّ بعد ذلك
على هيئة النملة،
فأضطرّ أن أحفر عميقا
في سراديب معتّمة
التحليق جوّا أكثر أمانا
من الغوص في عالم القبور
أنا لست بشاعرة
ولكنني حين أعانق الحرف
تفيض ذكريات العشق حُبلى
فتغرق حنجرتي في ملح البكاء
وحين ينبت مارد الغيب على كاحل الليل
تحضرني آلام المخاض
يحرّضني وجع الحلم في سقف الحرف
على الولادة
تفيض اللقاءات العابرة من مقلتيّ
مرج سنابل قمرية
يضطرب قلب الفجر
أكتب بعنوان لغة جديدة
أنا لست شاعرة لكنني
أدوّن تاريخ الهجرة
باحثة فيه عن قِبلة
عندما يخرج الليل عن صمته
ويترك مكانه لنشيد الطير.
ممنوعة من الصرف بقلم رشيدة المراسي/ تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
20 أغسطس
Rating:
ليست هناك تعليقات: