صابر بقلم صابر مجمد تونس

صابر ،،
يليق هذا الاسم بباب دورة المياه الخاصة بحانة " الباشا "
أو بنادلها " رفيق "
أما أنا فلا ..
و على ماذا سأصبر
أنا رجل غني ، أملاكي كثيرة ، تمتدّ من رأسي حتى اخمص قدمي :
- رأسي حقل شاسع يضمّ ألف فكرة تقريبا ، و الفكرة الواحدة تنضج في السنة مرّتين ،
........ أما الفرح فأقوم بتصديره إلى أمي مباشرة
- وجهي محلات لبيع الضحكات الجاهزة ، أربع محلات تقريبا
و أنصح القارئ هنا أن يشتري الضحكات لأطفاله ( الملابس )
من عيني اليمنى ، فضحكاتها صادقة جدا
- صدري أرض شاسعة وصالحة للزراعة
مقسمة الى خمس قطع ، يتوسطها بئر عميق ( السرة )
- يداي عمارتان متجاورتان
الواحدة بخمسة طوابق
أفكر في ازالتهما و بناء مصحة خاصة بامراض اليد ..
- قدماي سيارة BMW سريعة ،
في غضون نصف ساعة تصل بي إلى الحقل ، أعني رأسي

بعد هذا ، على ماذا سأصبر
الشيء الوحيد الذي قد أصبر عليه هو تلك الذّئبة
قلبي، و كما يعرف بعضكم ، قطعة أرض صغيرة اقتطعتها من صدري و سورتها
قلت أربي فيها بعض الدقّات
كان الأمر ناجحا ومسليا ، حتى أني صرت أعرفها ، دقة ، دقة ..
لكن ، ما استوطنت تلك المرأة أقصد ، تلك الذئبة أملاكي ، صرت أفقد كل يوم دقة ،دقتين ، ، مرة فقدت عشرين دقة ، نعم عشرين دقة و كاد يغمى عليّ

نعم ، تلك الذئبة هي الوحيدة التي جعلت اسم " صابر " يليق بي كما يليق بباب دورة المياه الخاصة بحانة " الباشا "

أيها الباب
ها نحن في الصبر إخوة
و لك ان تراني على بعد ثلاثة أمتار منك
- الباب و قد أشار إلي بأكرته : أنت ؟!!
- نعم ، أنا هو ، و ها أنا أسكر و أسكر و أسكر
و حول حقلي ( رأسي ) سؤال يترنح :
كيف بُرّئ الذئب من دم يوسف ، كيف ؟ !!!!!!!!!!!!